الخميس، 25 فبراير 2010

كفن الخلود

كفن الخلود
لم أتصورأن طيفها سيزورني بعد كل هذه السنين من الفـراق
،كنت أظن انى نسيتها ، كذبت على قلبي وروحي وأوهمت 

نفسي انى نسيتها ، لكن الحقيقة أني لم انساها للحظة رغم 
غيابها الطويل وتواريها خلف أسوار زوج بغيض ، 
كيف يمكن أن أنساها وحبها يجري في عروقي مجرى الدم 
، وعشقها يملئ جنان نفسي ،ووردة حبنا ارويها بالدموع حتى 
لا تذبل أو تموت
نظرت في عيني ثم أغمضت عينيها وتنهدت بحسرة وتلاشت ،
لم تتفوه بكلمة
او تنبس ببنت شفه
،كانت كما رأيتها أول مرة ، لم تتغير قسمات وجهها الوضاء 

،ولا عينيها الواسعتين ،ولا قوامها الرشيق ، كان شعرها 
الأسود منسدلا على كتفيها ، والحناء يخضب يديها وقدميها 
وفجأة ذبلت كما تذبل أزهارالربيع ،
كانت نظراتها كتلك النظرات التي ارتسمت على وجهها 

الجميل يوم اجبروها على الزواج من ذلك المعتوه 
كانت لحظات اشد الما من خروج الروح
سمعت دقات قلبها تتسارع
رأيت شفتيها ترتجفان
ويديها ترتعشان
ودّعتني والدموع تنسكب من عينيها
ودّعتني ملوحة بيديها فتعانقت أرواحنا وبكينا حتى 

غرقنا في الدموع ، ثم أغلقت نافذتها لآخر مرة وانصرفت 
استسلمت أرواحنا وقلوبنا للأقدار تملى علينا حكمها القاسي 
وتمضي بنا ا لي غياهب المجهول
 رحلت (....) إلى بيت زوجها ، وغرقت أنا في ظلمات 

الأسى والدموع  وحيدا ،العن الدنيا بما فيها
العن حظي العاثر
اقلب بصري في زوايا الحزن
وارتطم بـ لحظات القهر
وانزف من قلبي الآهات
وأتنفس العبرات
توارت الشمس ،وغاب القمر ، وافلت النجوم 

لم يبقى في الوجود إلا الظلام والدموع ،
وكلما فاضت بي الأشواق إلى حد الجنون 
تسوقني قدماي حتى أقف أمام نافذتها  
أتخيل طيفها
اسمع همسات روحها
استنشق أنفاسها
ثم آوى إلى ركن الأسى والدموع من جديد
استيقظت وأخذت أجرى بحثا عنها في كل مكان
كانت هنا قبل قليل!
رأيتها !
سمعتها
!شممت نسمات أنفاسها!
رأيت الحزن في عينيها
والأسى  مرتسما في وجنتيها
يا الله أكانت هي حقا ؟
أم خيالا ؟
 أم جنونا ؟
لم اعد أدرى !!
لم اعد ادري !!

عدت إلى فراشي وأغمضت عيني لعلى اراها 

من جديد لعلى أراها ولو  لآخر مرة قبل أن ارقد في كفن الخلود