من هنا من مهد النهضة العمانية ظفار، طلبة وطالبات شباب وشابات ، زرافات وفرادى ، تسوقهم أقدارهم التي صنعها فساد وزارة ا لتعليم العالي ، وسياسة الحكومة الفاشلة، وغياب الرقابة والمساءلة ، وجشع الهوامير، أقدار أنشبت أظفارها في أعناقهم ، تسوقهم إلى براثين البؤس والشقاء ، وتجوب بهم اسقاع الأرض من الهند إلى ماليزيا إلى جمهورية اليمن السعيد الأشد فقرا ، والأضعف إمكانيات ، والأقل قدرة في كل شيء إلا صروح العلم ، وتحديدا في مدينة المكلا حيث تحط قوافل المهاجرين من ارض الخير والعطاء ومهد النهضة العمانية رحالها، طلبا للعلم الجامعي بعد أن عزّ في بلادهم ، وبعد أن سد الهوامير أرباب الإقطاع والمتاجرين بالعلم كل الأبواب في وجوههم ، مثلهم كمثل غيرهم من أبناء وبنات السلطنة النفطية التي عجزت عن توفير العلم الجامعي لأبنائها
تعددت الراويات عن الطالبات الثلاث اللواتي اختنقن في غرفتهن (في جمهورية اليمن) بسبب غاز مولد كهربائي يلجان إليه ساعات انقطاع الكهرباء ، في مدينة للكهرباء فيها مسلسل من الانقطاع لا ينتهي ، لتجتمع عليهن الغربة والوحشة وسوء الأوضاع السكنية ، والمعيشية وقد ناء الدار وبعد المزار ، لكن كل ذلك يهون أمام حلاوة العلم وآمل المستقبل، المستقبل الذي أصبح كسراب بقيعة على ثرى الوطن التليد، فيما سنوات شبابنا تمضى وأعمارهم تنقضي على أمل أن يكون بعد العسر يسرى
وفي لحظة من لحظات الزمن المجهول ، وفي ذروة الإرهاق والتعب ، وبعد ساعات من الدراسة عدن الطالبات الثلاث إلى السكن للراحة والاسترخاء ، إلا إن انقطاع الكهرباء في تلك السويعات كان فوق قدرة الاحتمال ، وكالعادة كان الحل الوحيد هو اللجوء إلى المولد الكهربائي العتيق ، لكن هذه المرة لم تسلم الجره ، فرغم خطورته ، تكررت محاولات تشغيله وتوالت عليه أيادي ضعيفة مرتعشة ، لم تكن تعلم أنها تصنع قدرا مفجعاً يتوارى خلف قطرات العرق المتساقط من جبين الكدح والعناء
وأخيرا اشتغل المولد الكهربائي وبدأت أحلام السعادة ترفرف على أجساد تتهادى من التعب والإعياء ثم تتساقط على فرش أبلاها الزمن ، فأجرى سلطان النوم عليهن حكمه ليخلدن في سباته العميق ، وفجأة عاد التيار الكهربائي فلم يحتمل المولد الضعيف صعقة الكهرباء القوية فانفجر مخلفا غازا ساماً بدأ ينتشر في الغرفة والطالبات في سبات عميق ، ورويدا رويدا بدأ الأكسجين يقل في الغرفة حتى غلب عليها الغاز السام وأصبح الأكسجين اقل بكثير من حاجة الجسد الطبيعي للتنفس وهكذا بدأ الاختناق ،
لم يلتفت احد إلى غيابهن ،فالبعض مشغول بالتحصيل العلمي ، والبعض الأخر يغتنم سويعات الاستراحة ، وحينما أصبح غيابهن مثيرا للقلق بدأت التساؤلات و التحركات التي سرعان ما انتهت إلى ضرورة كسر باب الغرفة ، بعد أن طال صمت الغائبين خلف الأبواب المغلقة ، وكانت المفاجأة والفاجعة مدوية ، ثلاث طلبات عمانيات جامعيات ممددات على أرضية الغرفة دون حراك ، والدخان السام يملئ المكان ، وبدأت الإسعافات الأولية إلا أن قلة الإمكانيات الطبية في المدينة لم تقدم الكثير من العون ، وحينما تلقت السلطات العمانية الخبر العاجل بدأت محاولات الإنقاذ ، وبجهد معالي وزير الدولة ومحافظ ظفار ومعالي الفريق مالك سليمان ، ووزير الصحة تم إخلاء الطالبات جواء إلى مستشفى السلطان قابوس بصلاله
كانت إحداهن قد لفضت أنفاسها نتيجة تأثرها المباشر بالغاز السام وبسبب تاريخها الصحي الذي كان يشير إلى إصابتها بالربو المزمن ، فلم تحتمل رئتها الضعيفتان دفعات الغاز السام ، فيما لاتزال الطالبتان تصارعان الموت في العناية المركزة بمستشفى السلطان قابوس ، وذويهن بدورهم يكابدون الفاجعة في صمت العاجزين
حالة الطالبات الثلاث دليلا لا يقبل الشك على فشل الحكومة في إدارة سياسة التعليم وعلى فساد وزارة التعليم العالي ، وانحصار فرص التعليم الجامعي الحكومي ، واللامبالاة التي تتعامل يها الجهات المختصة مع مخرجات الثانوية ألعامه ، واختصار الجامعات الحكومية كلها في جامعة واحدة يتيمة تجاوز عمرها ربع قرن دون أن تسعفها أموال النفط بواحدة تأنس وحشتها وتستوعب أعدادا أخرى من الشباب الهائم على وجهه في مشارق الأرض ومغاربها ، في الوقت الذي تتيح فيه الحكومة التي هي نفسها رجال الأعمال وأرباب التجارة الفرصة للهوامير بل وتدعمهم لتوسيع مساحة الجامعات الخاصة التي تفرض رسوما عاليه وتمارس أبشع أنواع الاستغلال للمواطن البسيط الذي بالكاد يكفيه راتبه لإعالة أسرته فضلا عن توفير نفقات تعليمية لأبنائه تفوق قدرته ألماليه بمراحل ، ليجد الطلاب الراغبين في مواصلة دراساتهم الجامعية أنفسهم بين المطرقة والسندان حيث لا مفر ولا مهرب من الخضوع للاستغلال البشع الذي يمارسه هوامير الجامعات الخاصة والمدعومين من الحكومة ، وبين اللجوء إلى دول شقيقة وصديقة ومجابهة أخطار جمة كالتي ذهب ضحيتها الطالبات الثلاث
وضع مزري وفضيع ، وعار في جبين وزارة التعليم العالي وفي وجه الحكومة كلها
فإلى متى يستمر هذا الظلم والفساد وغياب دولة المؤسسات ؟ والى متي يبقى الوطن مزرعة في أيدي الهوامير والإقطاعيين وتجار الذمم؟ وهل سنتحاج إلى نهضة أربعينية أخرى حتى ينعتق أبنائنا وأحفادنا من أغلال الاستغلال والتسلط والظلم والقهر والحرمان .
تساؤلات ستذهب بالتأكيد إلى المجهول الذي يغتال الحقيقة والمستقبل والأمل .
تعددت الراويات عن الطالبات الثلاث اللواتي اختنقن في غرفتهن (في جمهورية اليمن) بسبب غاز مولد كهربائي يلجان إليه ساعات انقطاع الكهرباء ، في مدينة للكهرباء فيها مسلسل من الانقطاع لا ينتهي ، لتجتمع عليهن الغربة والوحشة وسوء الأوضاع السكنية ، والمعيشية وقد ناء الدار وبعد المزار ، لكن كل ذلك يهون أمام حلاوة العلم وآمل المستقبل، المستقبل الذي أصبح كسراب بقيعة على ثرى الوطن التليد، فيما سنوات شبابنا تمضى وأعمارهم تنقضي على أمل أن يكون بعد العسر يسرى
وفي لحظة من لحظات الزمن المجهول ، وفي ذروة الإرهاق والتعب ، وبعد ساعات من الدراسة عدن الطالبات الثلاث إلى السكن للراحة والاسترخاء ، إلا إن انقطاع الكهرباء في تلك السويعات كان فوق قدرة الاحتمال ، وكالعادة كان الحل الوحيد هو اللجوء إلى المولد الكهربائي العتيق ، لكن هذه المرة لم تسلم الجره ، فرغم خطورته ، تكررت محاولات تشغيله وتوالت عليه أيادي ضعيفة مرتعشة ، لم تكن تعلم أنها تصنع قدرا مفجعاً يتوارى خلف قطرات العرق المتساقط من جبين الكدح والعناء
وأخيرا اشتغل المولد الكهربائي وبدأت أحلام السعادة ترفرف على أجساد تتهادى من التعب والإعياء ثم تتساقط على فرش أبلاها الزمن ، فأجرى سلطان النوم عليهن حكمه ليخلدن في سباته العميق ، وفجأة عاد التيار الكهربائي فلم يحتمل المولد الضعيف صعقة الكهرباء القوية فانفجر مخلفا غازا ساماً بدأ ينتشر في الغرفة والطالبات في سبات عميق ، ورويدا رويدا بدأ الأكسجين يقل في الغرفة حتى غلب عليها الغاز السام وأصبح الأكسجين اقل بكثير من حاجة الجسد الطبيعي للتنفس وهكذا بدأ الاختناق ،
لم يلتفت احد إلى غيابهن ،فالبعض مشغول بالتحصيل العلمي ، والبعض الأخر يغتنم سويعات الاستراحة ، وحينما أصبح غيابهن مثيرا للقلق بدأت التساؤلات و التحركات التي سرعان ما انتهت إلى ضرورة كسر باب الغرفة ، بعد أن طال صمت الغائبين خلف الأبواب المغلقة ، وكانت المفاجأة والفاجعة مدوية ، ثلاث طلبات عمانيات جامعيات ممددات على أرضية الغرفة دون حراك ، والدخان السام يملئ المكان ، وبدأت الإسعافات الأولية إلا أن قلة الإمكانيات الطبية في المدينة لم تقدم الكثير من العون ، وحينما تلقت السلطات العمانية الخبر العاجل بدأت محاولات الإنقاذ ، وبجهد معالي وزير الدولة ومحافظ ظفار ومعالي الفريق مالك سليمان ، ووزير الصحة تم إخلاء الطالبات جواء إلى مستشفى السلطان قابوس بصلاله
كانت إحداهن قد لفضت أنفاسها نتيجة تأثرها المباشر بالغاز السام وبسبب تاريخها الصحي الذي كان يشير إلى إصابتها بالربو المزمن ، فلم تحتمل رئتها الضعيفتان دفعات الغاز السام ، فيما لاتزال الطالبتان تصارعان الموت في العناية المركزة بمستشفى السلطان قابوس ، وذويهن بدورهم يكابدون الفاجعة في صمت العاجزين
حالة الطالبات الثلاث دليلا لا يقبل الشك على فشل الحكومة في إدارة سياسة التعليم وعلى فساد وزارة التعليم العالي ، وانحصار فرص التعليم الجامعي الحكومي ، واللامبالاة التي تتعامل يها الجهات المختصة مع مخرجات الثانوية ألعامه ، واختصار الجامعات الحكومية كلها في جامعة واحدة يتيمة تجاوز عمرها ربع قرن دون أن تسعفها أموال النفط بواحدة تأنس وحشتها وتستوعب أعدادا أخرى من الشباب الهائم على وجهه في مشارق الأرض ومغاربها ، في الوقت الذي تتيح فيه الحكومة التي هي نفسها رجال الأعمال وأرباب التجارة الفرصة للهوامير بل وتدعمهم لتوسيع مساحة الجامعات الخاصة التي تفرض رسوما عاليه وتمارس أبشع أنواع الاستغلال للمواطن البسيط الذي بالكاد يكفيه راتبه لإعالة أسرته فضلا عن توفير نفقات تعليمية لأبنائه تفوق قدرته ألماليه بمراحل ، ليجد الطلاب الراغبين في مواصلة دراساتهم الجامعية أنفسهم بين المطرقة والسندان حيث لا مفر ولا مهرب من الخضوع للاستغلال البشع الذي يمارسه هوامير الجامعات الخاصة والمدعومين من الحكومة ، وبين اللجوء إلى دول شقيقة وصديقة ومجابهة أخطار جمة كالتي ذهب ضحيتها الطالبات الثلاث
وضع مزري وفضيع ، وعار في جبين وزارة التعليم العالي وفي وجه الحكومة كلها
فإلى متى يستمر هذا الظلم والفساد وغياب دولة المؤسسات ؟ والى متي يبقى الوطن مزرعة في أيدي الهوامير والإقطاعيين وتجار الذمم؟ وهل سنتحاج إلى نهضة أربعينية أخرى حتى ينعتق أبنائنا وأحفادنا من أغلال الاستغلال والتسلط والظلم والقهر والحرمان .
تساؤلات ستذهب بالتأكيد إلى المجهول الذي يغتال الحقيقة والمستقبل والأمل .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق