من ذكريات الماضي
فتحت الراديو على غير العادة ، لاني عادة لا افتح الراديو حتى لا اتدخل في السياسه
سمعت مغنيا لن اذكر اسمه حتى لا اتدخل في السياسه
يردد من قناة عربية لن اذكرها حتى لا اتدخل في السياسه
يقول هذه الدنيا لمن ؟ قلت بيني وبين نفسي حتى لايسمعني احد فيظن اني اتدخل في السياسه
الا يعلم هذا المغنى هذه الدنيا لمن !!لابد انه من ابناء الطبقة المسحوقة التى يتصبب عرقها تحت وهج الشمس الحارقه وهى ترفع شعار الكدح من اجل الوطن وحظها من خير الوطن الفتات
او انه من ابناء البطساء والمنقطعين الذين يشبعون يوما ويجوعون يوما، ليس شكرا لله ولا تعبدا كما جاء في الحديث، ولا زهدا في الدنيا الفانيه ،كما يقول علي الجفري بعد ان يلعق اصابعه من موائد الامراء والشيوخ ، ولا من اجل صناعة الحياة كما يقول الولد المحاسب عمر خالد، وانما ليجمع دراهم معدودات لعله بعد طول صبر وتصبر وقد انحنى ظهره وبلغ من الكبر عتيا ومشى على ثلاثة يتمكن من تشييد جحرا يقيه وبنيه حر الصيف وقر الشتاء
او لعله من ابناء العاطلين والتائهين على الارصفه او من ابناء الباحثين عن لقمة العيش بين اكوام القمامه
لعله من ابناء هولاء او اولئك، لكنه قطعا ليس من ابناء القطط السمان التى تربرب الشحم على اعتاقها وانتفخت كراديسها واوداجها من لهط خيرات البلاد وارزاق العباد ، فالقطط السمان وحدها قطعا هى من تعرف هذه الدنيا لمن ، كيف لا وقد اصطفاها الله على العالمين وخصها بالارض ومافيها وماعليها فهم الاسياد ولا حي يعادلهم ،،
تذكرت وانا استمع للمغني المسكين والذكرى مؤرقة وكانت الذكرى بيني وبين نفسي حتى لايسمعني احد فيظن اني اتدخل في السياسيه ماحدثني به احد الاصدقاء من دولة عربية شقيقه ،قال والدمع يتدافع في مأقيه في يوم اسود ، هجم علينافيه رجال شداد غلاظ واخرجونى وصديقي من ورشة الحداده التى كنا نعمل فيها، وساقوناا كما تساق الانعام قهرا وقصرا الى رصيف شارع عام ، وتم تسليم كل واحد منا علم بلاد لم نعرف لاى دولة!! ثم تم رزعنا مع امة من الناس قد سبقونا الى الشارع ، في يوم صيف حار والشمس في كبد السماء تكاد تذيب من حرارتها بيض النعام
قال صديقي امرنا ان نقف لنحيي زعيما حل ضيفا على البلاد والعباد ، لم نكن نعرف من الضيف ولا متى سيمر موكبه الميمون ، فتلك كانت من الاسرار التى لايطلع عليها الا المقربون الاخيار ..وحينما اذنت الشمس بالمغيب وقد خارت قوانا واعترانا التعب والارهاق ، رحم الله ضعيفنا وكبيرنا وشيبتنا فساقت الاقدار الضيف المبجل ، فمر موكبه الميمون ، امرنا حينها برفع ايدينا والتلويح بالاعلام والتصفيق والابتسام ،رغما عن انوفنا وانوف من خلفونا ،
كان صديقي قد سقطت اسنانه بحكم الزمن واسباب التعرية، ورغم ذلك كان لزاما عليه ان يبتسم وفغر فاه على مصراعيه ، حتى اننى خشيت ان يراه الضيف فيغضب وتلبسنا تهمة ازعاج الضيف وربما تتطور المسائل وتصبح التهمه سياسيه ونضيع في حيص بيص ،وعلى قول عادل امام سلوم الاقرع مايعرش يامه ارحمني ،
مر الموكب على خير، وظننا ان معاناتنا سوف تنتهي بمرور الضيف الا ان معاناتنا استمرت طويلا فقد تم منع الجميع من الحركة خوفا على حياة الضيف ، كان صديقي مريضا فلم يستطع ان يصمد كل ذلك الوقت الطويل وسرعان ماخارت قواه وسقط جسده الضعيف دون حراك، طلبنا من بعض الجنود احضار سيارة اسعاف فرفضوا ومنعونا من الحراك ، ظل صاحبي ممدا على الارض حتى انتهت الاجراءات الامنيه سمحوا لنا بعدها باحضار سيارة الاسعاف ، حضرالمسعفون وتم اجراء الكشف السريع عليه فثبتت وفاته وسجل شهيدا الواجب.....
لم ادرى حينها ماذا افعل ؟ مات صديقي العزيزي ولم اشعر الا وانا اصرخ بكل ما اوتيت من قوة عاش الزعيم ،عاش القائد عاشت الامه عاش الوطن ، كلنا فداء للزعيم وللوطن. وبينما كانت انفاسي تتسارع وانا اتذكر قصة صديقي العزيز وصديق صديقي الذي مات ،اذا بصوت قادم يتجلجل من اعماقي كامواج التسونامي الهادر تستدبره الريح لا....لا...لا..... لاتتدخل في السياسيه فثبت الى رشدي وندمت على ذنبي ورفعت اكف الدعاء الى الله ربنا لا تأخذنا بما فعلت بنا السياسه اللهم لاتجعل السياسة اكبر همنا ولا مبلغ علمنا ولا تسلط علينا بالسياسه من لايخافك فينا ولا يرحمنا
واغلقت الراديو .
فتحت الراديو على غير العادة ، لاني عادة لا افتح الراديو حتى لا اتدخل في السياسه
سمعت مغنيا لن اذكر اسمه حتى لا اتدخل في السياسه
يردد من قناة عربية لن اذكرها حتى لا اتدخل في السياسه
يقول هذه الدنيا لمن ؟ قلت بيني وبين نفسي حتى لايسمعني احد فيظن اني اتدخل في السياسه
الا يعلم هذا المغنى هذه الدنيا لمن !!لابد انه من ابناء الطبقة المسحوقة التى يتصبب عرقها تحت وهج الشمس الحارقه وهى ترفع شعار الكدح من اجل الوطن وحظها من خير الوطن الفتات
او انه من ابناء البطساء والمنقطعين الذين يشبعون يوما ويجوعون يوما، ليس شكرا لله ولا تعبدا كما جاء في الحديث، ولا زهدا في الدنيا الفانيه ،كما يقول علي الجفري بعد ان يلعق اصابعه من موائد الامراء والشيوخ ، ولا من اجل صناعة الحياة كما يقول الولد المحاسب عمر خالد، وانما ليجمع دراهم معدودات لعله بعد طول صبر وتصبر وقد انحنى ظهره وبلغ من الكبر عتيا ومشى على ثلاثة يتمكن من تشييد جحرا يقيه وبنيه حر الصيف وقر الشتاء
او لعله من ابناء العاطلين والتائهين على الارصفه او من ابناء الباحثين عن لقمة العيش بين اكوام القمامه
لعله من ابناء هولاء او اولئك، لكنه قطعا ليس من ابناء القطط السمان التى تربرب الشحم على اعتاقها وانتفخت كراديسها واوداجها من لهط خيرات البلاد وارزاق العباد ، فالقطط السمان وحدها قطعا هى من تعرف هذه الدنيا لمن ، كيف لا وقد اصطفاها الله على العالمين وخصها بالارض ومافيها وماعليها فهم الاسياد ولا حي يعادلهم ،،
تذكرت وانا استمع للمغني المسكين والذكرى مؤرقة وكانت الذكرى بيني وبين نفسي حتى لايسمعني احد فيظن اني اتدخل في السياسيه ماحدثني به احد الاصدقاء من دولة عربية شقيقه ،قال والدمع يتدافع في مأقيه في يوم اسود ، هجم علينافيه رجال شداد غلاظ واخرجونى وصديقي من ورشة الحداده التى كنا نعمل فيها، وساقوناا كما تساق الانعام قهرا وقصرا الى رصيف شارع عام ، وتم تسليم كل واحد منا علم بلاد لم نعرف لاى دولة!! ثم تم رزعنا مع امة من الناس قد سبقونا الى الشارع ، في يوم صيف حار والشمس في كبد السماء تكاد تذيب من حرارتها بيض النعام
قال صديقي امرنا ان نقف لنحيي زعيما حل ضيفا على البلاد والعباد ، لم نكن نعرف من الضيف ولا متى سيمر موكبه الميمون ، فتلك كانت من الاسرار التى لايطلع عليها الا المقربون الاخيار ..وحينما اذنت الشمس بالمغيب وقد خارت قوانا واعترانا التعب والارهاق ، رحم الله ضعيفنا وكبيرنا وشيبتنا فساقت الاقدار الضيف المبجل ، فمر موكبه الميمون ، امرنا حينها برفع ايدينا والتلويح بالاعلام والتصفيق والابتسام ،رغما عن انوفنا وانوف من خلفونا ،
كان صديقي قد سقطت اسنانه بحكم الزمن واسباب التعرية، ورغم ذلك كان لزاما عليه ان يبتسم وفغر فاه على مصراعيه ، حتى اننى خشيت ان يراه الضيف فيغضب وتلبسنا تهمة ازعاج الضيف وربما تتطور المسائل وتصبح التهمه سياسيه ونضيع في حيص بيص ،وعلى قول عادل امام سلوم الاقرع مايعرش يامه ارحمني ،
مر الموكب على خير، وظننا ان معاناتنا سوف تنتهي بمرور الضيف الا ان معاناتنا استمرت طويلا فقد تم منع الجميع من الحركة خوفا على حياة الضيف ، كان صديقي مريضا فلم يستطع ان يصمد كل ذلك الوقت الطويل وسرعان ماخارت قواه وسقط جسده الضعيف دون حراك، طلبنا من بعض الجنود احضار سيارة اسعاف فرفضوا ومنعونا من الحراك ، ظل صاحبي ممدا على الارض حتى انتهت الاجراءات الامنيه سمحوا لنا بعدها باحضار سيارة الاسعاف ، حضرالمسعفون وتم اجراء الكشف السريع عليه فثبتت وفاته وسجل شهيدا الواجب.....
لم ادرى حينها ماذا افعل ؟ مات صديقي العزيزي ولم اشعر الا وانا اصرخ بكل ما اوتيت من قوة عاش الزعيم ،عاش القائد عاشت الامه عاش الوطن ، كلنا فداء للزعيم وللوطن. وبينما كانت انفاسي تتسارع وانا اتذكر قصة صديقي العزيز وصديق صديقي الذي مات ،اذا بصوت قادم يتجلجل من اعماقي كامواج التسونامي الهادر تستدبره الريح لا....لا...لا..... لاتتدخل في السياسيه فثبت الى رشدي وندمت على ذنبي ورفعت اكف الدعاء الى الله ربنا لا تأخذنا بما فعلت بنا السياسه اللهم لاتجعل السياسة اكبر همنا ولا مبلغ علمنا ولا تسلط علينا بالسياسه من لايخافك فينا ولا يرحمنا
واغلقت الراديو .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق