عدت من خارج المنزل ظهر هذا اليوم متأبطاً صحيفة عمانيه ألقى لي بها صديق من نافذة سيارته أثناء وقوفنا أمام إشارة المرور منتظرين الضوء الأخضر قائلا والابتسامة تعلو محياه اقرأ المقال في الصفحة الـ15 عن الفرع 999 التابع لجمهورية وزارة الصحة الديمقراطية
بالطبع لم أتمكن من قرأت الموضوع وأنا في السيارة خشية أن يلطشني سلوم الأقرع بمخالفه تنهش ما تبقى من الراتب ، أخذت أعلل نفسي بسماع أم كلثوم للصبر حدود ، حتى أصل المنزل بحفظ الله ورعايته
على عتبات المنزل قرقرت مصارين بطني وألحت على إلحاحاً أن ارمي في ظلمتها بما يسد الرمق ، كانت أم حنش قد وعدتني بوجبة دسمه تملئ الثلث والثلثين وجزء من الثلث الثالث حتى لا يبقى للنفس إلا خرم ابره
دخلت المنزل وخلعت العمامة والدشداشه ويممت وجهي شطر المطبخ وقد التفت الساق بالساق ، كان منظر أواني الطبخ يثير الشهية غير أنني تفاجئت بها خاوية على عروشها
كاد نافوخي أن ينفجر من شدة الغضب غير أنني تمالكت أعصابي و تذكرت قول الله تعالى ( والكاظمين الغيظ ) فكظمت غيظي وبصوت حنون سألت أم حنش أين الوجبة الدسمة التي وعدتني بها يا أم حنش؟؟ حتى بالمناسبة قلت لي حينها أنها الوجبة التي لن أنساها أبدا خاصة حينما تصبح وجبتي الرئيسية في الغداء والعشاء الدال الباكستاني
قالت أم حنش يا أبا حنش يا تاج رأسي ،ونور عيني ، وأوذين وبُطين قلبي ، وشرياني الأبهر ، ومصراني الأعور ، اسمع مني الحكاية من البداية للنهاية ، فان وجدتني مذنبة فهنيئا مريئا لك من دمي ما استحللت
أرخيت مقعدتي ووضعت يدي على خدي وقلت هاتي ما عندك يا ست الملاح ، قالت اسمعني ولا تقاطعني واصدقني ولا تمازحني وخذ كلامي على محمل الجد لا الهزل فانه قول فصل ، وإذا سألتك اجبني بالإشارة ودع عنك العبارة
هززت رأسي موافقا غير معترضا ولا متأففا
قالت لعلك قرأت ما تناولته المنتديات وسمعت ما يتناقله ألعامه عن قضية ابو عماد ومقابلته في قناة الحرة؟؟
هززت رأس بـ نعم
قالت: منذ تلك الليلة جفا النوم عيوني ، وسكن الخوف قلبي ، وبلغت خشيتي عليه كل مبلغ ، هل رأيت ذلك في عيني ؟ وقرأته في وجهي ؟ ولمسته في قولي ومنقولى ؟
..هززت رأسي بنعم، ثم هززت رأسي ثلاثا وأملته ذات اليمين وذات الشمال
وقصدت بذلك أن أقول (نحن في دولة العدالة والقانون فلا تخشي شيئا )
ولا أدرى إن كانت قد فهمت أم لا ، فقد وقفت حائرة لبرهة تحاول فك طلاسم هزات رأسي وترنّحه ، ثم أكملت بعد حين حديثها ، ولا تزال يدي على خدي كـ عجوز مات بنوها وبني بنيها وبني بني بنيها
قالت : ليلة البارحة بعد أن وعدتك بالوجبة الدسمة والغداء الشهي حاولت النوم دون جدوى ، وكلما شعرت بالنوم يقترب من عيوني أرى كابوسا مزعجا تتبعه قعقعة السلاح وفرقعت السلاسل فيفر النوم من عيوني فرار الفأر من الأسد حتى أصبح الصباح وبان الفجر ولاح ، فقمت واعددت الفطور وألبست بني ملابس المدرسة وذهبت أنت لقضاء أعمالك ، حينها أخذتني من شدة الإعياء سنة من النوم
فرأيت فيما يرى النائم ثلاثة نفر من بني جنسنا ، ملثمين يقف كل واحد منهم على زاوية وعيونهم على باب بيت خرب وعلى الباب طفل كأنه ابن ابو عماد ( عمر) وفجأة تحرك الثلاثة في حركة مريبة ، يتلفتون ذات اليمين وذات الشمال خشية أن يراهم أو يسمعهم احد ، حتى التقوا جميعا على شفا جرف هار وأنا انظر إليهم خائفة مرعوبة ، وذلك الطفل الصغير واقف على الباب ينظر إلي ويبستم
فأشرت إليه أن اقترب
فاقترب
سألته : من هولاء النفر ؟؟
فنظر إليهم وأطال النظر!!!
ثم التفت إلي وقال ......
أما الأول طويل القامة عريض المنكبين فانه الكبير دون الكبير
إذا قال يُسمع لقوله وإذا أمر لا يرد أمره، سريع الغضب شديد العطب ، ولا يسأل عما يفعل ، ولكن الله اكبر منه واقدر
وأما الآخر القصير المكين فانه ، الماكر الخبير، حلاّل العقد وبيده مفاتيح الإقفال
وأما الأخر الأخير فانه الكذاب الأشر العتلّ الزّنيم الهمّاز المشّاء بنميم رأس الأمر وذنبه وعصوصه
قلت : وماذا يدبرون في ظلمة الليل وعتمته ؟؟ وفوق الجرف الهار وخربته ؟؟
قال : يمكرون !!
قلت : فيما يمكرون؟؟
قال : في الوالد والولد!!
قلت: ويلي ويلي يا ويللي وسال الدمع من عيني كسيل من عل
قال : أماه لا تحزني يمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين
ثم مسح الدمع من عيني وقبلني في جبيني
وقال يا أماه ليس بعد الظلم والظلام الا النور
وعلى ذلك أفقت من غفوتي واثر الدمع في مقلتي ،
رفعت ألسماعه اتصل بك حتى تطمنا عليك وعلى صاحبك فتعذر الحصول عليكما
أعدت الاتصال مرات ومرات ومرات دون جدوى
زادت لوعتي واشتدت لهفتي وأحسست أن ا لنار أوقدت في مهجتي
دخلت غرفتي وأغلقت بابي و وأخذت انظر إلى الباب انتظر طرقا
يرد روحي أو يأخذ ما تبقى منها
وحينما رأيتك عادت لى روحى فكيف صاحبك قال بخير والحمدلله
لم يمسسه سوء
قالت ام حنش الحمد والحمد لله انك عدت سالما وجمع الله شملنا واذهب عنا الهم و الحزن وما بعد العسر الا اليسر
قلتُ الله الله الله أمررتي بكل هذا في السويعات التي غبت فيها عن الدار
خلاص يا أم حنش براءة براءة براءة
وألان تعالى أسمعك هذه النكتة ونقلب الحزن فرحه
فتحت الجريدة التي تأبطتها منذ الصباح على الصفحة الـ15 عن الفرع 999 التابع لجمهورية وزارة الصحة
فإذا الخبر النكتة
يقول : بمنع منعا باتا دخول اى مواطن لا يرتدي الزى العماني
لزيارة مريض ويمنع ان يصدر له ملف او يستخرج له بطاقه صحية
الا اذا لبس الدشداشه العمانيه
كان ابني الصغير جالسا يسمع ما اقرأ
فلم يتمالك نفسه من الضحك
وعلق قائلا ده جمهورية وزارة الصحة الديمقراطية لها حاجات لا يعلم بها الا ربنا
فضحكت انا ايضا وقهقهت حتى وقعت على قفاى
وصديقي ابو حنش مندهش كانه محشش
اييييييييييييييييييييييه
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق