الاثنين، 28 ديسمبر 2009

سكوووووت الحكومة تتحدث

في صحيفتين عمانيتن مستقلتين في المظهر حكوميتين في المخبر ،تحدثت الحكومة الرشيدة دفاعا عن بنيها وبنى بنيها فاسمعوا وعوا

في جريدة الوطن مقال لواحد اسمه (جيمس زغبي) وظني ان هذا الجيمس موظف في الاعلام الامارتي ان لم تخني الذاكره ، على كل حال اخذ صاحبنا يهاجم قناة الحرة ويصفها بالفشل ويتحسر على اموال الضرائب الامريكيه التى وصل انفاقها على القناة الى اكثر من 600 مليون دولار ، جريدة الوطن طبعا نشرت المقال من باب الفائدة والثقافة وحرية الرأى وليس بهدف الانتقام من قناة الحرة بعد ان سلطت الضوء على بعض القضايا العمانية الداخليه والتى بكل تاكيد احرجت الحكومة وبعض رجالاتها الذين يتمنون طبعا ان تبقى تلك القضايا في الظلام وطى الكتمان حتى لا يسمع بها احد ، فنشرها على الملء ا صبح مقلقا للحكومة وخاصة ما يبثه برنامج عين على الديمقراطيه الذي يقدمه الاعلامي العماني المعروف محمد اليحيائي

مقال الزغبي في الحقيقه ضعيف البنية ركيك المعنى يتساقط من الهزال ، لكنه على الاقل يخفف من لظى نار تحرق قلوب قوم مقهرورين من قناة الحرة ويزيد لظاها عجزهم من ان تطالها ايديهم لا بالخنق ولا بالغلق كما فعلوا بالبرنامج الاذاعي هذا الصباح

من وجهة نظري نشر المقال دليل على نجاح القناة في تحريك المياة الراكدة في هذا البلد الذي ظل بعيدا عن الاضواء ولا يدري احد حقيقة ما يجري فيه ، بعد ان ظل تلفزيون عمان الملون حينا من الدهر هو النافذة الوحيدة للتعبير الى جانب طبعا السخافة التى تتحفنا بمثل هذه المقالات السمجة .


الدفاع الثاني جاء في سخيفة الشبيبة يمشى على ثلاثة كمشية العرنجلي : مقال لاحد فرسان درايش محمد بن سيف الرحبي يخوض في قضية عاصم الشيدي وطبعا شهيته مفتوحه للحديث عن اولئك الذين يدافعون عن الحرية خاصة بعد مقال الشيدي الذي اتهم فيها البعض ممن وقفوا الى جانبه في هذه المحنة بمحاولة تلبيسه قميص عثمان!!!وان كان غمز الرحبي من طرف خفي يشفع له اعترافه بحقهم في التعبير عن ارائهم حتى يثبت لنا اننا في دولة ديمقراطية يتم فيها ممارسة حق التعبير دون غضاضة ودون ان يحشر احد في جونية فلفل مشلوط بالسياط

قال الرحبي انه كان على اتصال بالمفتش والادعا العام حول قضية الشيدي (ولست ادرى باى صفة كان الرحبي يجري تلك الاتصالات؟) .. صحيح ده الحكومة لها حاجات !!!

عل كل حال مقال الرحبي ومقال الزغبي في تصوري يشيران الا ان الحكومة قد استنهضت اقلامها للدفاع عن نفسها وهذا دليل على ان كثرة الدق يفل الحديد كما يقول المثل ، ويؤكد على نجاح المدافعين عن حق التعبير وحق المواطنه وحق الحياة بكرامة ، في بلد يشعر المرء فيها بانتكسات متلاحقة لهذه القيم الساميه

فما كان للحكومة الا ان تستنهض رجالها للدفاع عن وجهة نظرها وقرارتها بعد ان ادركت ان تلك الاصوات التى ظلت تصرخ في البرية عقودا طويلة ، قد بدأ صدى صوتها يرتج في ارجاء المعمورة وتصغي له اذانا في الداخل والخارج ، الامر الذي يعني بكا بساطة ان العيال كبرت وان عصا حسن افندي لم تعد تجدي نفعا

الجميل في كل هذا ان الحكومة بدأت تتحدث .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق