الخميس، 17 ديسمبر 2009

تساؤلات : بين غوغائيين الغبيراء وعقلاء كاتلونيا

من تابع الهوجه والعاصفة التى اشعلها بعض الغوغائيين في المنتديات العمانيه اثر نشر العريضة التى يعدها بعض المثقفين والنشطاء الحقوقين العمانيين لرفعها الى صاحب الجلالة السلطان قابوس سعيد في العيد الوطني الاربعين الموافق لميلاد جلالته ، وذلك للمطالبة بدستور تعاقدي يتناسب والمرحلة المقبلة ويساهم في رفع واعلاء شان عمان بين الامم والشعوب ويضعها على طريق التقدم والرقي ويحترم ويرسخ الوحدة الوطنية والامن والاستقرار ويكرس مبادىء العدالة و المساوة والديمقراطية التى وعد بها جلالته منذ اليوم الاول لتوليه مقاليد الامور في السلطنة

للاسف من تابع تلك الحملة المنظمة الظالمة ضد الموقعين وخاصة الاخ العزيز الاستاذ محمد اليحيائي وما بلثته من اتهامات وتشكيكات وصلت الى درجة التخوين والعمالة لامريكا، سيقف دون شك حائرا مستغربا متسائلا هل هولاء الشتّامين هم نتاج نهضة عمرها اربعة عقود !!؟؟ هل هذا الانسان هو نتاج التنمية !!؟؟ هل هذا هو نتاج مدارس الحكومة!! وجامعات الحكومة !! واعلام الحكومه!!

صحيح ان اولئك الغوغائيين اصواتهم نشازا ولا وزن ولا قيمة لها ولكن تلك الهوجة والضجة والصخب التى افتعلوها ربما خلقت فهما خاطئا عند بعض صغار العقول

قرأت في بعض الصحف عن(( استفتاءات غير رسمية في كتالونيا حول الاستقلال عن أسبانيا) و كتلونيا منطقة اسبانية يبلغ عدد سكانها 7 ملاين وقراها ومدنها عددها 165 وهى جزء من المملكة الاسبانية نظم فيها مجموعة من الاشخاص والاحزاب الصغيرة الاسبانية استفتاءا حول ما إذا كان ينبغي حصول الإقليم الكاتلوني على الاستقلال.
الحكومة الاسبانية اعلنت ان الاستفتاء غير قانوني ولا قيمة لنتيجته لان الاستفتاء غير مرخص؟؟!!! ورغم ذلك لم يخرج لا مجنون ولا عاقل ولا صحيفة ولا منتدى اسباني ليتهم القائمين على الاستفتاء بالعمالة او الخيانة ولم يطعنوا لا في وطنيتهم و لا في اشخاصهم ، والحكومة اكتفت بالتعليق بان الاستفتاء غير قانوني ، بينما تفهم الجميع ذلك لانه يجري في اطار ممارسة ديمقراطية ، شارك في الاستفتاء اكثر من 70 الفا بعضهم ايد الاستقلال والبعض الاخر رفضه

في بريطانيا ايضا اجرت صحيفة بريطانية استفتاء هل تبقى بريطانيا مملكة او تتغير الى جمهورية وكان الاستفتاء لصالح الملكية ، ولم يخرج اى احد من البريطانيين ليتهم الصحيفة والقائيمن عليها بالعمالة او الخيانة ولم يصفهم احد بمثل تلك الاوصاف التى اطلقها بعض الغوغائين على موقعي العريضه

تساءلت: وانا اقرأ تلك الاخبار واقارن بين موقف الاسبان والبريطانيين من الاستفاءا على الاستقلال، والاختياربين الملكيه والجمهورية، وبين موقف الشتّامين الذين تفجرت قرائحهم بالسباب والتفاهات واخرجوا من قواميسهم ابشع الالفاظ والتهم بحق اناس مارسوا او حاولوا ممارسة حق من حقوقهم كفلته لهم المواثيق الحقوقيه الدوليه بل وكفله لهم النظام الاساسي للسلطنة؟؟؟

ياترى لماذا تعامل الاسبان والبريطانيين مع تلك الاستفتاءات بحضارة وتفهم وعقلانيه
بينما تعامل البعض عندنا بجهالة وحماقة مع موقعي العريضه؟؟!!


هل السبب الجهل المركب بحقوقنا ؟؟
هل السبب التربيه ؟؟
هل السبب الخوف والخنوع وحب الخضوع والتبعيه؟؟
الحقيقة لم اجد جوابا منطقيا لهذه التساؤلات
وهى تساؤلات جوابها ربما متعلق بالجواب عن تساؤل اكبر
لماذا تطور العالم ديمقراطيا وحقوقيا باستثناء الدول العربيه التى لاتزال
تتخبط في غياهب الدكتاتورية والتخلف وضياع الحقوق الخاصة والعامه.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق