الأحد، 13 ديسمبر 2009

بشرى سارة للمواطنين الكرام اخونا المرحوم(من اين لك هذا) عادت له الروح

حدثني صديقي الحشاش قال

بعد ليلة كئيبة كبقية الليالي التي تمر على في هذا البلد الظالم أهله وبالكاد أغمضت عيني
لدقائق معدودات سللتها من بين فكي الأرق كما تسّل القطرة من فيّ السقاء وقبل أن تهيم روحي في ملكوت الكون الفسيح رن هاتفي النقال فجأة رنا متواصلا حتى كاد يفقدني عقلي ، والمتصل يلح إلحاحا غريبا ، لم يقنعه توقف الاتصال الأول والثاني دون رد فاخذ يكرر الاتصال دون انقطاع وكأنه يراني بأم عينيه ملتحفا بقطعة صوف ككومة قش ورثتها عن أبي متجاهلا الرنين المزعج إلى حد القرف ، وكأنه يمارس رياضة التناحة والعناد ويصر إصرار على رفع ضغطي وكسترولي ومعدل القهر والكآبة إلى أقصى الدرجات ريختر !!

أخيرا لم أجد بدا من الرد مددت يدي من تحت الفراش متثاقلا أغمض عينا وافتح أخرى حتى أطبقت علي الهاتف بكفي وأخذت اقلب وجهه ذات اليمين وذات الشمال أتبين رقم اللوح اللحوح التنح ، فإذا برقم بنك أبو كلبشة يومض ومضا متلألأ بالكاد تبينته ، دعكت عيني مرات عدة مستجليا الرقم بوضوح وحينما تيقنت من انه رقم بنك أبو كلبشة جاءت المتغيرات الأولى من طبلة أذني الذي تحولت فيها ذبذبات الرنين المزعج إلى صوت أعذب من صوت الكيروان ونغمات أجمل من سنفونية بتهوفن ، بينما تزاحمت الظنون الحسنة بين جنباني حتى انحشرت في سويداء نفسي وانبعث منها أملا وفألا حسنا ظل يناصبني العداء سنين عداد مخليا ساحة وجداني وفؤادي وحياتي لأشباح اليأس والكآبة حتى غدا حظي كدقيق يوم ريح نثروه ثم قيل لحفاة وسط شوك اجمعوه ، فأخذت يدي ترجف ترجف وأنا أصارع لادعس على مفتاح الرد قبل أن ينقطع الخط

ومما زاد لهفتي وحسن ظني أن الاتصال تزامن مع رسائل البنك التي توالت ببشائر الجوائز التي تتجاوز عشرات الآلف من الريالات العمانية بنقد البلد لعملاء البنك رغم أن رصيدي فيه لا يتجاوز أربعة ريالات عمانية أصر البنك على الاحتفاظ بها للبركة ، كان جزء بسيطا من تلك الجوائز كاف ليعتق رقبتي ويحفظ ماء وجهي من ذل الدين المتراكم على لبابو وكومار وشندرا

فقلت بيني وبين نفسي حتى لا يسمعني احد فيظن أني أتدخل في السياسة هاهي الدنيا تضحك لك يا حشاش من جديد ، والجوائز تطرق بابك ، التفت إلى أم زعبور ممدة كدب في سبات شتوي وشخيرها يهز أركان الكوخ وقلت في نفسي ابشري أم زعبور هذا اليوم عيد ، دعست بإبهامي والسبابة والوسطى على مفتح الرد .فتحشرجت هلوووو في حلقومي وكادت تتبدد بين اللهاة والترقوة من شدة لهفتي فبادرني المتصل بــ هلووو كادت أن تخرم طبلة أذني فبادلته هلووووه بــ هلوووووه
قال: الأخ الحشاش
قلت نعم بشحمه ولحمه
قال: ممكن تمر علينا البنك
قلت نعم ممكن وألف ممكن بس ممكن اعرف ليش
قال: لما تجي بتعرف. وأغلق الهاتف بعنف !!!
كانت نبرته جافة عبوسة و صوته ينم عن شر قد اقترب

لعب الحمار والفأر والضبع وأبو بريص في عبي وتدحرجوا إلى كرشي وكاد الحمار ينط من نافوخي أيقظت أم زعبور وزعبور وحنش لأشاطرهم الرأي والمشورة وبعد مشاروات متسفيضة

فقال زعبور إن والد صديقه جمجوم
اتصل به ذات مرة فرع999وطلبوا منه الحضور وحينما سألهم لماذا قالوا له(لما تجي بتعرف) وحينما رجع إلى المنزل كان قفاه احمر ومتورم !! وحينما سألته زوجته عن قفاه تلعثم وتعلل وادعا أن تيس الجيران غافلة في السكة واسقطة أرضا ثم نطحه في قفاه

صاحت أم زعبور وولولت ويلي ويلي يا ويللي!! رحت في داهية يا حشاش عليه العوض ومنه العوض على قفاك يا بعلي (قالوا لك لما تجئ بتعرف !!!)) ( لما تجئ بتعرف يا حبيبي !! ) يعني حتعرف إيه بس؟؟؟ الله يخرب بيتك يا حشاش عملت فيها حسن شحاتة !! وتشرشل !! وأبو دومه !! حتعمل إيه دلؤتي يا تشرشل زمانك؟؟؟؟؟؟

قال الحشاش أخذتني الدهشة والحيرة فأم زعبور نجدية من وادي صاع انقلبت فجأة
إلى صعيديه من بني سويف !!!! قلت لها اهدي اهدي يا أم حنش إن شاء الله خير
قالت خير!! خير إيه بس !!هو الخير حيجي من فين !! تعاله يا خويه تعاله عايزه أشوف
قفاك!! قلت لها وماذا تريدين من قفاي ؟؟ قالت عايزه أكحلّ عينيه برؤيته ! اقتربت منها وطأطأت رأسي حتى بان قفاي ، مسحت عليه بيدها وشهقت شهقة كان زفير جهنم في أذنيها وصاحت وولولت آه آه آه آه يا حشاش يا خوفي على قفاك ياحبيبي مش حيستمل كف سلّوم الأقرع ...

قلت ياحرمة صلى على النبي قفاي بخير وأنا بخير وان شأ لله ما يصير إلا الخير
حكومتنا والحمد لله حكومة رشدية عادلة وبلدنا فيها سيادة القانون واحترام حقوق الإنسان
ضرب القفا كان زمان ألان يشربوك الشاي الأخضر والأسود وأحيانا يجيبوا للمتهم
جاتوه.

تدشدشت بدشداشتي وتعممت بعمامتي وبعثت زعبور يأتني بخنجر جارنا طناف وتخنجرت به وامتطيت صهوة بغلتي لطشه ودعوت ربي يا عالم ما يكون قبل ان يكون كيف با يكون نجنا مما يكون قبل أن يكون ، وسرت على بركة الله ميمما وجهي شطر بنك أبو كلبشة وأم حنش تلوح بيدها باكية مودعة وعيناها على قفاي

يتبع

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق