السبت، 4 سبتمبر 2010

مركز البحرين لحقوق الإنسان:أغسطس 2010 وصمة عار سوداء في جبين البحرين‏

وصمة عار سوداء في جبين البحرين

شهادات مفزعة عن التعذيب وتستر غير أخلاقي من النيابة العامة
النيابة العامة تسعى لتبرير آثار التعذيب إلى محاولة المعتقلين الهروب الجماعي من السجن


3 سبتمبر 2010

في شهادات مفزعة وشكاوى مرعبة قدمها الضحايا من النشطاء السياسيين والمدافعين عن حقوق الإنسان ورجال الدين أمام النيابة العامة وحصل عليها مركز البحرين لحقوق الإنسان تنذر بدخول البحرين مرحلة جديدة من تدهور أوضاع حقوق الإنسان واتساع رقعة استخدام أساليب فظيعة من التعذيب المنظم لم يسجل مركز البحرين لحقوق الإنسان مثيل لها من حيث طبيعة التعذيب أو الرمزية الاجتماعية للفئات المستهدفة لهذا التعذيب.
بصورة أسوأ من المعتقلين الذين سبقوهم فقد تعرض المعتقلون التالية أسماؤهم من النشطاء والمدافعين عن حقوق الإنسان لتعذيب شديد فاق ما وثق سابقا من قبل المركز. فقد تغيرت ملامح وألوان جسد المعتقل سلمان ناجي العضو في لجنة العاطلين من شده التعذيب المستمر والضرب المبرح بالأيدي والأرجل وبآلات غير معروفة، الأمر الذي أدى إلى إصابته بإعاقة تامة في إحدى يديه وأصابعه وفقدانه حاسة اللمس فيها أو القدرة على تحريكها أو استخدمها، وأصيب كذلك بجروح غزيرة تكاد أن تصل إلى العظم حول معصميه وقدميه من طول فترة التعليق بالقيود، ومن شدة الضرب باتت أجزاء من جسمه مغطية بآثار كدمات باللون الأسود والأزرق والأحمر. واشتكى جعفر الحسابي (مواطن بحريني يحمل الجنسية البريطانية) من تعليقه من يديه في الأعلى أو تعليقه بطريقة (الفلقة) وهو الأمر الذي أدى لتورم رجليه وانسلاخ شرائح من جلد ذراعيه ويكاد يفقد إحساس اللمس فيهما جراء التمزق الذي أصاب أعصاب وأنسجة يديه بسبب الضرب والتعذيب. وكان معصوب العينيين ومقيد اليدين طوال فترة الاعتقال والتعذيب. وتم منعه من النوم لأيام وضربه في رأسه وظهره ورجليه بقضيب من البلاستيك الصلب. كما اشتكى الأخوان أحمد وعلى جواد الفردان العضوان في لجنة المدافعين عن معتقلي كرزكان معاناتهم من التعذيب الشديد خصوصا الضرب في جميع أنحاء الجسم والتعليق من الأيدي أو بالفلقة بل كان هناك جرح غزير بارز يكاد يصل في عمقه إلى العظم يحوط بقدمي على جواد بسبب التعليق بالقيود لفترة طويلة. وفقد أخوه أحمد جواد الوعي عدة مرات جراء ارتفاع مستوى السكر وضغط الدم بسبب التعذيب ومنعه من النوم لخمسة أيام، وكانت آثار وجروح التعذيب بارزة على ركبتيه وقدميه أيضا. أما عبد الأمير العرادي فقد أُجبر على الوقوف 14 ساعة متواصلة وحُرِّم من النوم ليومين متتاليين، وتم تعذيبه والدوس عليه وهو مطروح على الأرض. وتم نقل المعتقل والعضو السابق بلجنة العاطلين حسن الحداد مقيد اليدين إلى المستشفى العسكري بصحبة رجال الأمن الوطني، ولا يزال الحداد بالمستشفى العسكري تحت حراسة مشددة وممنوع من الزيارات ولا يعلم حتى الآن ما هي الأسباب التي أُدخل بسببها المستشفى. وأما الشيخ عبدالله ميرزا المحروس فقد تعرض لضرب شديد على رأسه وظهره باستخدام قضيب مطاطي مما تسبب في تضرر إحدى عينيه، الأمر الذي أدى إلى نقله للمستشفى أكثر من ست مرات لتلقى العلاج وإخفاء أثار التعذيب التي أصيب بها. وقد شكا المحروس كذلك من تقييد يديه وتعصيب عينيه طوال فترة اعتقاله في سجن انفرادي، ولكمه ورفسه في أجزاء مختلفة من جسمه وإرغامه على الوقوف المتواصل ليوم كامل ومنعه عن النوم لعدة ساعات. وتحدث الشيخ عبد الهادي المخوضر لرئيس النيابة عن فترة مدتها تسعون ساعة متواصلة من التعذيب، انقسمت ما بين تعليقه بطريقة الفلقة وإجباره على الوقوف لأيام وضربه بقضيب بلاستيكي وركله في جميع أنحاء جسمه مع التركيز في الضرب المتواصل على رأس


على اليمين الناشط جعفر الحسابي و على اليسار عضو مركز البحرين الدكتور محمد سعيد

وتعرض عضو مركز البحرين لحقوق الإنسان الدكتور محمد سعيد السهلاوي لتعذيب قاس إذ تم تعليقه من يديه وأيضا بواسطة الفلقة، وتكرر ركله ولكمه في جميع إنحاء جسمه، وصفعه تكرارا على وجهه حتى سقط من شدة التعذيب وهو معصوب العينين مما ضاعف ألآم تعذيبه. وشكا كذلك لرئيس النيابة عن ألم شديد في ركبته وأصابع يديه من شدة التعليق، وتركز التحقيق معه حول "العمل في منظمة غير مشروعة" ويقصد بها مركز البحرين لحقوق الإنسان.
وفي تواطؤ واضح مع جهاز الأمن الوطني تتجه النيابة العامة إلى تبرير أثار التعذيب على المعتقلين على أنها بسبب محاولتهم الهرب من السجن وتصادمهم مع رجال الأمن بل استخرجت شهادات من الطب الشرعي لتدعم هذا الإدعاء. ومن غير المعروف كيف سيتم إقناع الرأي العام بذلك في الوقت الذي يكون فيه جميع المعتقلين مقيدين ومعصوبي الأعين مند لحظة الاعتقال ومحتجزين في زنازين انفرادية.
جميع المعتقلين صرحوا بعدم علمهم بهوية الجهة التي تعتقلهم وتحقق معهم أو مكان احتجازهم. وتحدث جميع الضحايا عن الفترة التي سبقت اقتيادهم من أماكن الاحتجاز إلى النيابة العامة قضاها المحققون محاولين إخفاء الإصابات بشكل سريع من خلال استخدام بعض الدهون والمساحيق لإخفاء آثار التعذيب، إلا أنه ومن شدة هذه الإصابات بقى أغلبها باديا للعيان حين مجيئهم للنيابة العامة. وتفاجأ جميع المتهمين أيضا باقتيادهم إلى النيابة العامة دون علمهم، بل حتى لم يتم إطلاع محاميهم إلا قبل ساعات قليلة من بدء التحقيق خلافا لكل للإجراءات التي تطلب إطلاع المحامي قبل يوم على أقل تقدير. وفي غرف التحقيق منع المحامون من الاختلاء بموكليهم بل حتى في غرف التحقيق أُجبر المحامون على الجلوس خلف المتهمين بحيث لا يكون هناك أي اتصال بالنظر مع المتهمين.
وفي شكل متوازي مع عمليات الاعتقال تواصلت عمليات الاختطافات وتم منع جميع المسيرات والاعتصامات حتى المرخصة رسميا منها وقد قمعت المسيرات غير المرخصة بقوة شديدة وتم إغلاق العشرات من المواقع والمنتديات الالكترونية بما فيها موقع الوفاق - اكبر جمعية سياسية في البحرين. وتم تهديد جميع الجمعيات السياسية الحقوقية بما فيها المسجلة باتخاذ إجراءات قانونية ضدها بناء على مواقفها أو نشراتها وأدبياتها الإعلامية الصادرة عنها. وسيصدر المركز بيانات تفصيلة عن تلك الهجمة على الحريات العامة وحقوق الإنسان.
وبناء على ما سلف يطالب مركز البحرين لحقوق الإنسان من جميع الجهات المعنية بما في ذلك الجمعيات والمنظمات المحلية والدولية بالسعي لدى السلطات البحرينية ومطالبتها بالتالي:
1- عرض جميع المعتقلين بشكل فوري على لجنة طبية مستقلة، والكشف عن أوضاعهم الصحية والنفسية
2- التوقف الفوري عن التعذيب المنظم من قبل جهاز الأمن الوطني، وحل هذا الجهاز، وتقديم المسئولين عنه للمحاكمة العلنية، وتعويض المتضررين من انتهاكاته
3- السماح للمعتقلين بالاتصال واللقاء بأهاليهم وباللقاءات المنتظمة والمنفردة مع محاميهم لأنها من حقوقهم الأصلية وهي ما تحد من تواصل التعذيب
4- إطلاق سراح جميع المعتقلين بمن فيهم النشطاء والمدافعين عن حقوق الإنسان لأنهم قد تم اعتقالهم لأسباب تتعلق بممارستهم لحقوقهم الأساسية في التعبير والتنظيم والتجمع السلمي والتي تضمنها لهم القوانين الدولية
5- وقف العمل فورا بقانون الإرهاب الذي يسمح بالاعتقال التعسفي والتعذيب والمحاكمات غير العادلة، والذي أدانته الأمم المتحدة والمنظمات الدولية بشكل صريح
6- وقف الحملة الإعلامية التي تحرض على الكراهية وتدفع البلاد للنزاعات الطائفية
7- التوقف عن نشر أسماء وصور المعتقلين في الصحف البحرينية، وذلك على اعتبار أن المتهم برئ حتى تثبت إدانته
8- البدء بعملية إصلاح سياسي جدي وصادق لحل الملفات الحقوقية العالقة المتعلقة بالحقوق المدنية والسياسية أو الحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية.



للتواصل مع مركز البحرين لحقوق الانسان
--
Human Rights First Society(HRFS)
www.hrfssaudiarabia.org
www.anhri.net/saudi/spdhr/

P.O.Box 3508
Al Khobar 31952
Saudi Arabia
Fax:+96638339777

P.O. Box 3734
Minneapolis, MN 55403-9998
USA

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق