الخميس، 2 سبتمبر 2010

بحبك يا حمار



كنت قد عزمت على كتابة هذا الخبر الطريف الاسبوع الماضي لكن المت بى وعكة صحية طرحتني الفراش فأيقنت ان لكل اجل كتاب وكل شىء بمقدار ، وان اوان هذا الخبر السعيد بداية هذا الاسبوع ، وسبحان من بيده مقادير الامور

مساء هذا اليوم جلست امام جهاز العنكبوتر وانا اهم بكتابة الخبر ، وجدتني بحركة الا ارادية اضع السماعات على اذني دون ان تكون لها بها حاجة ، فقلت سبحان الله لابد ان عقلي لايزال مسرقع من الحمة التى كادت ان تقصف عمري قررت تأجيل الخبر الى سويعات هذا الصباح حيث يهدأ المصران الاعور وضواحيه ، ويصفو الذهن ، ويجد الالهام مسلكا الى القلب والفؤاد ، ولعل متعوسا او خائب رجاء تطاول عليه هذا الليل فيمر منا هنا ويقرأ هذا الخبر السعيد فتطيب نفسه فلا تذهب حسرات على مافات ولا تيئس مما هو آت .

حكاية العلاوة حكاية طريفة جدا ، التقت وجهة نظر صديقي الحشاش بعد ان سمعها مع وجهة نظري في ان اقصها عليكم ، وقال بزعمه انها ستخدم الاجيال القادمة وتعرفهم قيمة الريال ومكانته ومقداره واثرة في النهضة الاقتصادية ورفاهية الشعب وبحبوحة العيش الرغيد ، وستدفع الموظفين الى بذل المزيد من العطاء والاخلاص للوطن

الحقيقة قبل ان يضاف الريال الى الراتب كعلاوة لم اكن مشتاقا ولا عندي لوعة , و لم اكن اتردد على الادارة ولا اسأل عن الترقيات ولا العلاوات التى طالما سمعنا جعجتها وطال امد طحينها ، حتى اتصل بى صديقي سعفان واقسم بالقبة والسلسلة وقبر بن علي وبن عربيه والسيد البدوي ان الوزارة افرجت عن الترقيات وانه رأى بام عينيه التى ستأكلهما دود مقبرة الزواية قرار ترقيتي والعلاوات والمنصوص عليها في القرار ، حمدت الله وصليت على النبي ولبست الدشداشة والعمامة وكلفت شندرا بقرار رسمي ان يذبح ديك على درج البيت للبركة و يدعي لى ، وبشرت العيال ان الغداء تيس املح من مطبخ بن مخزوم بمناسبة العلاوة الجديدة

انتظرت حتى بلغت الشمس مقدار رمح واقترب وقت الدوام الرسمي وانا اعلل نفسي بصوت سيدة الغناء العريي وهو تشدو برائعة المرحوم الهادى آدم اغدا اللقاك
واردد معها في نفس واحد
أغدا ألقاك يا خوف فؤادي من غد
يالشوقى واحتراقي في انتظار الموعد
آه كم أخشى غدي هذا وارجوه اقترابا
كنت استدنيه لكن هبته لما أهابا
واهلت فرحة القرب به حين استجابا
هكذا احتمل العمر نعيما وعذابا
مهجة حاره وقلبا مسه الشوق فذابا
طبعا الهادى ادم رحمه الله كان يقصد حبيبته واما انا فكنت اقصد العلاوة وكل يغنى على ليلاه

توافد الموظفون على الادارة وعيني ترقب الموظف المختص وحينما ركن سيارته في موقف السيارات اقبلت اليه مصبحا مبتسما ، فقرأ ما في عيني بفطرة الخبير ، وبشرني بما يسرني ، وقبل ان اسأله عن العلاوة طبطب على كتفي ودعاني للدخول معه وسلمنى القرار مختوما ، طويته في جيبي وتركته مختوما دون ان اطلع عليه ، احببت ان امارس على نفسي لعبة التشويق لمعرفة السر الدفين ، وقررت ان تكون ساعة الصفر بعد الغداء

في طريق العودة عرجت على شرطة الماء والكهرباء وسحبت الفاتورة بكامل المبلغ ثم عرجت على عمانتل وسحبت فاتورة الهاتف المقطوع وكل المتاخرات واخيرا بشرت بابو بسداد كل الدين والمتأخرات وطلبت منه اعداد خمسة كيلو بندورة وخمسه كيلو موز وكرتون تفاح وكرتون برتقال ابو صرة استعداد للاحتفال بالعلاوة

،كان الحشاش سامحه الله يرصد تحركاتي منذ ان سمع بقرار العلاوات فكشف سر التيس الاملح قبل ان يسلخ ابن مخزوم جلده ، ودعا نفسه واولاده والجيران على الغداء ، حينما وصلت البيت كانت رائحة خفية تعطر في ارجاء المنزل فادركت ان الحشاش قد احيط علما بالعلاوة ، سلمت امرى لله لكن المفأجاة كانت كبيرة ومذهله ( الحشاش واولادة والجيران) كلهم برابطة المعلم يترقبون التيس الاملح، وجدت نفسي فجأة بين قوم يكبرون الله ويهللون ثم انهالوا على تسليما وتقبيلا وتبريكا بالعلاوة ، كانت بينهم عجوز شمطاء اقتربت مني وقالت لى والابتسامة تعلو محياها مبروك يا ابني صبرت ونلت !! جرجرت الحشاش من قفاه وقلت له لو ادركت عصر (جميل بن معمر الجمحي) لما سمع به احد ، وجميل بن معمر الجمحي هذا لم لايعرفه هو انقل قريش للحديث . يعني شبيه بوكالة رويتر في زماننا .

بالكاد وضعت التيس يحفه القبولي والشتني الحار بين ايديهم حتى انكبوا عليه كان بينهم وبينه ثأر ، مددت يدي في خضم المعركة وبدعاء الوالدين وحسن النية ظفرت بقطعة من كبده وقبل ان ينتزعها منى احدهم قذفتها على عجل في ظلمات بعضها فوق بعض


بعد الغداء والتحلية بالفواكهة الطازجه غادر الجيران وهم يهللون ويكبرون وكانهم في يوم عيد ، وبقى الحشاش ينتظر معرفة مقدار العلاوة ومصرا على ان يشاركني فتح الظرف المختوم ، صلينا على النبي وجلسنا القرفصاء ثم استهمنا اينا يفتح الظرف ومن سوء الحظ وقع على الحشاش ، دفعني بكلتا يديه على صدري وقال على طريقة يونس شلبي ابعد ابعد
وحينما فتح الظرف بدت عليه اثار الدهشه والاستغراب وبدأ يحوقل ويسترجع ثم نظر الى وفغر فاه ثم وضع يده على قلبه وقال لن تصدق ؟؟
قلت كم العلاوة ؟؟
قال لن تصدق!!
قلت يا اخي انا لست ابن الساحل انا سعيد جداد! والله سأصدق كم العلاوة؟؟
قال: ذبحت تيس وديك وطفت سبعة اشواط على شركة الماء والكهرباء وبابو
وعلاوتك ريال يا عيب الشوم عليك ياراجل !! ياعيب الشوم عليك!!
اخذت منه القرار غير مصدق ماسمعته ! معقوله ريال واحد بس !!
كانت تلك هى علاوة الماء ترقت من 5ريال بعد انتظار 5سنوت لتصبح 6 ريال
طبعا ينطبق هذا على وعلى غيري من موظفي الحكومة التى يدير اقتصادها
اخونا العزيز عبد النبي مكي اطال الله عمره
ولكم طبعا ان تتصورا اسرة مكونة من سبعة اشخاص او اكثر تبلغ علاوة الماء التى يحصلون عليها بعد انتظار خمس سنوات ريال واحد فقط [قطع مكي كل لسان ولم يبقى لعاذل قول ]
رفض صديقي الحشاش ان ينتظر حتى يشرب كأسة شاى واقسم بالقبة والسلسة لولا الحياء لرجّع لحم التيس والقبولي الذي طفحه على الغداء ، ثم نظر الى شرزا وقال روح روح مزق فواتير الماء والكهرباء اللى جمعتها ومارس من جديد سياسة النصب والتحايل على بابو واحتفل مع اولادك بالريال . ولا تنسى ان تكتب هذه القصة الجميلة حتى تستفيد منها الاجيال
القادمة واخوانك الموظفين.

كسفوني الله يكسفهم.

وبحبك ياحمار

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق