الخميس، 2 سبتمبر 2010

عين جرزيز جفت مأقيها وجرت في سواقيها النفايات

لو كانت هناك جائزة لاسوأ مديرية عامة للسياحة في الوطن العربي ودول الجوار لحصدتها المديرة العامة للسياحة في محافظة ظفار عن جدارة واستحقاق ودون حتى الاستعانة بصديق ، ويكفي تلك المديرة فخرا لتطأ باخمص قدميها الثريا ما قامت به من انجازات خارقة في جبل اتين وعين جرزيز وضواحيها ، مشاهد لاتخطيها عين الصقر.

فعلى سبيل المثال لا الحصر احتشد قبل بضعة اشهر لفيف من شيوخ المحافظة واعيانها يتقدمهم معالي الشيخ المحافظ ونائبه ,وزيرة السياحة ومدراء العموم ونوابهم ، لفيف تنادا من كل فج عميق لافتتاح مطعم (يديره الان اخ بنجالي ) ومرجيحة اطفال على رأس جبل اتين ،انقطعت انفاسي قبل ان اقطع نصف الطريق اليها ، اذا نظرت الى الموقع من على تشعر انك تنظر الى رأس اصلع قد انحسر الشعر عن جانبيه ، اشبه ما يكون برأس زبيبة في منظر بديع ينم بابعاده الاستراتيجيه والسياحية عن عبقرية فذة وبعد نظر وقدرة خارقة على جذب السياح ، واستعداد تاما لخوض غمار المنافسة مع جزر البليار الاسبانية ومدينة الألعاب الماليزيه صنواي لاقون

.والمفارقة العجيبة ان المطعم او المقصف يملكه طبيب جراح يعمل في مستشفى السلطان قابوس !!

لا اريد ان اخوض اكثر في سفوح جبل اتين
دعونا ننزل من على الجبل وننحرف يسارا الى عين جرزيز وقبل ان اقف بكم على عين جرزيز التى جفت مأقيها وتحشرجت في سواقيها حفاظات البمبرز والكوكولا والسفن اب ، دعوني اقص عليكم هذه القصة الاغرب من الخيال والتى لا يزال بعض شهودها احياء يرزقون .

في اواخر عهد السلطان سعيد بن تيمور طيب الله ثراه ، اقبل رجل اشعث اغبر بالكاد يستر عورته بمئزر ورداء يجره على عقبيه ، يلقب باحمد السبري من قبيلة بيت آغريب الشحري ( والسبري في اللهجة الجبالية تعني الجني) وقف السبري على عمال السلطان وهم يحصدون الزرع ، وقد آخذ منه الجوع كل مأخذ ، طلب منهم رأٍس (فندل ) يسد به رمقه ، نهره العمال وطردوه وشتموه حتى اشتد به الغضب فصاح صيحة ارتجت لها اصقاع السهل والجبل ، ثم نادى على اعوانه من الجن واقسم على الماء الجاري في الساقيه ان يعود الى العين واخذ يجر رداءه والماء يتبعه مرتدا الى عين الساقيه ، انقطع الماء عن الزرع وضج الزراع اياما عديدة ، ووصل الامر الى السلطان فامر بعطاء لاحمد السبري ونصيبا مفروضا من الزرع يوم حصاده ، وارسل اليه الوجهاء والشيوخ والاعيان فاقسموا عليه ان يعيد الماء الى سابق عهده امتثالا لامر السلطان ، فـاستجاب احمد السبري واقسم على الماء ان يجري فجرى وتفجرت عين جرزيز بماءها العذب الزلال وجرىت سواقيها من جديد ، وهكذا كان الحال ياسادة ياكرام

تلك العين التى لم ينقطع ماءها الا في حادثة احمد السبري الشهيره ، جف معينها فجأة وجرت في سواقيها المخلفات والاوساخ واصبحت مكبا للنفايات ، منذو ان وضعت السياحة يدها عليها واقامت لها بوابة ضيقة اشبه ما تكون ببوابة سجن ، وشيدت مواقف للسيارات وبيع البوضة ، واخذت تضع الخطط للمشاريع الفاشلة دون الاخذ بعين الاعتبار قدسية المكان وخصوصيته وطبيعته الخلابة ، ودون اعتبار لاصاحب المكان والمقام من قبيلة بيت آغريب الشحري او حتى احاطتهم علما بما يبيت له النيه ، وزاد الطين بله قيام ادارة المياه بحفر ابار ارتوازية في العين وحواليها ، حتى اصبحت عين جرزيز يبابا خرابا.

الزائر اليوم لا يجد ما يقف عليه في جرزيز الا اطلالا من الزمن الجميل
عين ساحرة جفت مأقيها ، وسواق تجري بين جنباتها النفايات.

وتحياتي للسياحة وبائع البوضه .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق