الاثنين، 8 نوفمبر 2010

خلية التجسس وابعاد القضيه

تعاملت بـ اللا مبالاة مع  حادثة التجسس التى شغلت ما يسمى بالرأى العام العماني طوال الاسابيع الفائته ، وسبب اللا مبالة التى وجدت فيها موقفا مناسبا هو التعامل مع قضية تولى اشاعتها صبية سبلة الفرعي كبداية ، ثم سرعان ماتطورت الى قيام البعض باصدار بيانات وطنية تهدد وتتوعد وتصدر احكام الخيانه على مجهولين ، وقبل ان يتبين لنا الخيط الابيض من الخيط الاسود ، وزاد الطين بله قيام الحكومة بممارسة سياستها المعهودة في الغموض المفتعل وعدم الاهتمام بوضع الراى العام في صورة الحدث ، باعتبار الرأى العام لايشكل وزنا ذا قيمة وعديم التأثير ويفتقر حتى لابسط وسائل التعبير ، فلم تكلف نفسها حتى اصدار بيان يؤكد او ينفي ما يشاع

فلم يبقى لنا اذا الا التشبث بالمثل القائل '' مافيه دخان من غير نار'' حسنا هو مثل لايمكن الاتكاء عليه لنضع تحليلا لما حدث ان كان قد حدث بالفعل لكن في ظل التعتيم والتجاهل الذي تتعامل به الحكومه مع الحدث رغم خطورته لايبقى لنا خيار


الاشاعة وصفت الخليه بانها مكونه من مسؤولين كبار وبعضهم مقرب من السلطان ، ضباط برتب عاليه ويشغلون مراكز امنيه حساسه تصل ربما الى داخل القصر حيث يفترض ان يكون اكثر القلاع تحصينا ، رغم ذلك تجاوزت الخليه كل الخطوط الحمر ووضعت يديها على مفاصل السلطة .


تصف الاشاعة اهداف الخليه بانها محاولة الجار الغنى معرفة الخطط الاقتصاديه المستقبليه للسلطنة ومن مصادرها النقيه الصافيه بهدف مواجهة تلك الخطط وتحسين فرص المنافسة والتقدم خطوة استباقيه تحرمه من قطف اى ثمار دون ان يكون قد بلثها الغني القادر وتجاوزها الى ماهو افضل


لايناسبني هذا التحليل ، ولا اجد فيه جوابا شافيا على ضم الخليه لضباط امنيين كبار ، ولا استصيغ هذا التحليل الهزيل الذي يشيعه البعض ، والذي لا تتجاوز فرضيته معرفت عدد جواني الرز ، ومقدار صيد السمك في منطقة الجازر ومواني الصيد ، ومصانع مبرز وبسكت نبيل ، فالجاره الغنية لايعنيها مثل هذه التفاهات مهما بلغ مرودوها المالي فهى ليست مصانع استراتيجيه ودخلها مهما بلغ شانه يضل اقل من مصروف جيب لاصغر شيخ


اعتقد ان الموضوع ابعد من ذلك بكثير ويذهب الى ابعد من تجسس روتيني يحدث عادة بين الدول وبين حتى الحلفاء كما هو الحال بين امريكا واسرائيل ، وبين روسيا والدول الاوربيه ، القضية في تصوري تاخذ ابعادا اكثر تعقيدا وخطورة ، وتتعلق بشكل كبير في امرين اثنين


الاول : محاولة الجار الغني الفتي تحقيق سبقا مهما على المستوى السياسي وادارة شؤون المنطقة ، وبما ان السلطنة تحتل موقعا استراتيجيا من الناحية الجغرافيه وموقفا ذو اهمية من الناحية السياسية، و تصر على قيام علاقات طيبة ووثيقة مع ايران ،وترفض التدخل الاجنبي واستخدام السلاح ضد ايران ،وتتمتع باستقلالية الى حد ما في اتخاذ مواقف حياديه قد لا تتناسب مع الجار الطموح ، فان السيطرة على دفة السياسة فيها وتطويعها من خلال مسؤولين امنيين كبار لهم دون شك قدرة على اقناع صناع القرار باتخاذ مواقف تنسجم مع طموحات الجار يصبح هدفا مقنعا ويستحق الدفع السخي مهما بلغ الثمن


الاحتمال الثاني : خشية الجار من تطورات مفاجئة على مستوى هرم السلطة قد يقلب الموازين في المنطقة ويعيد فتح ملفات قديمة لاتزال تؤرق الجار الفتي خاصة بعد نضوب نفط السلطنة وتحولها الى بلد فقير ، الامر الذي يتطلب اعدادا سريعا لامر بيد القدر ولا يدري احد متى يقع ، لكن التحرك العاجل وعدم ترك الامور للصدف يتطلب جرأة وارادة قوية وعلى اعلى مستوى، تحرك يضمن لها دورا فاعلا في صنع سياسة السلطنة المستقبليه من خلال التأثير المباشر والمشاركة الفاعلة في وصول السلطان الجديد بعد عمر طويل ، الامر الذي يضمن للجار استمرار اعتراف السلطنة بالحدود القائمة واحترام حسن الجوار،


ولعل انجرار البعض من كبار الضباط وكبار المسؤولين كما تقول الاشاعة في الانخراط في تلك الخليه ياتى في سياق تسابق البعض بهدف ضمان مكانا في السلطة المستقبليه حتى لو كان بعد سنين طويله ، وذلك يمر في نظرهم من خلال التعاون مع جار غني وقوى ويحظى بدعم غربي لايخطئه احول او احمق ، وهذا يفسر ان المال ليس بالضرورة هو الدافع لمثل هذا العمل المشين


اعتقد ان هذين الاحتماليين ان صح خبر الخليه التجسسيه هما الاكثر احتماليه من غيرهم
  من وجهة نظري ، ويبقى الامر في ظل تكتم الحكومة مجرد تكهنات قابله للتأويل.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق