الاثنين، 1 يونيو 2009

لطمة على وجه وزارة الصحة الأمرد .. تزيين الميت حرام


على غير العادة وخروجا على المألوف ومن باب لكل قاعدة شذوذ ، خرجت جريدة عمان عن صمت القبور ووجهت لطمة الى وجه وزارة الصحة الآمرد من خلال مقال كتبه محاد المعشني ينعي فيه مستشفى السلطان قابوس بصلاله ويفضح ادعاءات وزير الصحة الذي مافتيء يكرر ان الخدمات الصحية بمحافظة ظفار
تنال نصيب الاسد.

اليكم المقال كما نشرته جريدة عمان
ولله في خلقه شؤون

مرا س
تزيين الميت حرام
يكتبها : محاد بن احمد المعشني

إن الغيورين على رمز وحدتنا الوطنية وانجازاتها العظيمة لا يمكن أن يقبلوا بأن يظل اسم جلالته على لوحة مستشفى صلالة ولو ليوم واحد ما لم يكن المستشفى يعبر في مضمونه عن القيمة الحقيقية لهذا الاسم العظيم .
فاحتراما لمولانا صاحب الجلالة الذي نكن له كل الحب والوفاء والعرفان نقترح على الجهات المعنية تغيير اسم المستشفى فما يجري من ترقيع وتزيين لهذا المستشفى الذي شاخ وعجز عن تحقيق أي انجازات طبية تذكر رغم أنه من أوائل المستشفيات في السلطنة لن ينفع فيه التزيين، فتزيين الميت حرام .
إن هذا المستشفى الذي أنشئ في سبعينيات القرن الماضي قدم وفقا لإمكاناته آنذاك الكثير من الخدمات ولكن بوضعه الراهن وبامكاناته الحالية من التجهيزات والكوادر ونوعية الخدمات فإن كل المستشفيات المرجعية في مختلف مناطق السلطنة تجاوزته كما ونوعا وهو يسير من سيئ إلى أسوأ.
لست ممن يفضل المقاربات مع قناعتي بأن الكثير ممن يفضل المقاربات في الأمور العامة يكون دافعهم الغيرة على وطنهم وحرصهم على أن يكون أفضل من غيره ولكنني أجد نفسي مجبرا على نوع من المقاربة، ولن أذهب بعيدا فمقاربتي في هذا الشأن هي من الداخل .
هذه المقاربة عبارة عن تجربة شخصية مررت بها وعشت فصولها بين وحدة العناية المركّزة في مستشفى صلالة والجناح البنفسجي رقم 2 في مستشفى جامعة السلطان قابوس، فقد كنت محظوظا ببقائي أسبوعا واحدا فقط في مستشفى (صلالة) قبل أن احصل على تحويل سريع إلى مسقط أتدرون لماذا؟ .
لأن مستشفى صلالة لا توجد به إمكانات أجراء قسطرة تشخيصية أو علاجية، ففي حين تحتفل وزارة الصحة والقطاع الخاص بإنجاز أول عملية للقلب المفتوح في احد المستشفيات الخاصة تؤكد شهادات أطباء في مستشفى صلالة أن أعدادا من المرضى الذين يتعرضون لأزمات قلبية في محافظة ظفار يفقدون حياتهم نتيجة عدم وجود خدمة من هذا النوع والتعامل في هذه الحالات يتم بطرق تشخيص تجاوزتها كل البروتوكولات الطبية للدول المتقدمة طبيا ونحن واحدة من هذه الدول وفقا لمنظمة الصحة العالمية، فمن مات رحمه الله ومن له بقية من عمر عليه انتظار أسابيع وربما أشهر لكي يجرى عملية قسطرة في مسقط لمعرفة مدى الأضرار الناتجة عن التجلطات أو أمراض الأوعية الدموية الأخرى ليبدأ بعدها رحلات مستمرة من المراجعات وهي معاناة آخرى يعانيها مرضى محافظة ظفار المحولون إلى مسقط .
وللأسف مستشفى السلطان قابوس متواضع في كل شيء مقارنة بمستشفى جامعة السلطان قابوس ابتداء من المباني والمعمار مرورا بجحافل الأطباء والاستشاريين والجراحين والكوادر الفنية والتمريضية والأيدي العاملة وصولا إلى التجهيزات الضخمة والأجهزة الحديثة جدا وانتهاء بإدارته الفعالة وأجنحته الواسعة النظيفة ولكم أن تنظروا الفرق فالمستشفى الأول يحمل اسم مولانا صاحب الجلالة مباشرة والثاني يحمل اسم مستشفى الجامعة . مررت على احد أقسام الفحص وكانت دهشتي أن مدير عام المستشفى يشرف مباشرة على سير العمل اليومي للمراجعين حاثا أطقمه الإدارية والفنية على احترام وقت المرضى وضرورة سرعة انجاز العمل وكان يرافقه بعض الأطباء وبإمكان المرضى التحدث لمدير عام المستشفى مباشرة عن أي ملاحظات يرونها. إن محافظة ظفار بحاجة ضرورية إلى مستشفى حديث تتوفر فيه نفس خدمات المستشفى السلطاني ومستشفى الجامعة، لأن ظروف المحافظة وبعدها عن المركز يحتم وجود مثل هذه الخدمات العلاجية المتوفرة في المستشفيين المذكورين في هذا كثير على المدنية التي انطلقت منها نهضتنا الحديثة؟ .
ذكرت في مناسبة سابقة أن بعض الأجهزة في مستشفى السلطان قابوس بصلالة تتعطل باستمرار نتيجة قدمها والمرضى ينتظرون فترات تمدد لأسابيع حتى يتم تصليح الأجهزة وبالمصادفة البحتة فإن جاهز الحاسب الآلي في غرفة الأشعة النووية وأنا على سرير الفحص لم يتجاوب مع الجهاز الرئيسي وهذه الأشعة من الأشعات الحديثة، وما هي الإ دقائق حتى أتي مهندس الصيانة الذي أعاد تشغيل الجهاز وتحدث مع فني الأشعة عن قدم الجهاز وضرورة تغييره وبعد انتهاء فحصي سألت الفني كم ثمن الجهاز فقال مبلغ بسيط حوالي نصف مليون ريال تقريبا بينما مستشفى صلالة لا يحتوى حتى على أجهزة قياس ضغط الدم والحرارة الكترونيا .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق