الاثنين، 1 يونيو 2009

لماذا تخلت سلطنة عمان عن حياديتها واصطفت الى جانب عبدالله صالح


منذ أن تولى صاحب الجلالة مقاليد الأمور وزمامها في السلطنة والحكومة العمانية تعلن وتؤكد بكل وضوح وصراحة لا يكتنفها غموض عن انتهاجها سياسة عدم التدخل في الشؤون الداخلية للغير، الأمر الذي جنبها الكثير من الإشكاليات والصراعات والعداوات التي لا تكاد تنطفي نارها حتى تشتعل من جديد في منطقة يسودها الاضطراب والاستقطاب وسياسة المحاور والمؤامرات
إلا انه من الملاحظ أن السلطنة قد تخلت عن هذه السياسة البرجماتية فيما يخص الشأن اليمني واحداثها المستجدة والمسارعه
فما الذي يدفع سلطنة عمان اليوم للتخلي عن سياسة الحياد الايجابي في أزمة اليمن وتختار الاصطفاف إلى جانب الرئيس عبدالله صالح في مواجهة دعاة الانفصال والاستقلال في جنوب اليمن خاصة أن المواجهة لم تتضح معالمها وأبعادها الإقليمية والدولية بعد
والسؤال الذي يطرح نفسه بإلحاح ماذا لو تطورت الأمور وتأزمت الأوضاع في اليمن السعيد وانتفض أبناء عدن وحضرموت وغيرها من مناطق الجنوب حتى أصبحت اليمن شبيهة بجنوب السودان أو المغرب وصراعها مع جبهة البوليساريو ، واضطرت اليمن حينها إلى قبول استفتاء شعبي تحت الضغط الدولي كما فعلت السودان ، وجاء الاستفتاء لصالح الانفصال
خاصة إذا ما علمنا أن دولا كبرى في المجتمع الدولي قد تجد من مصلحتها تشجيع انفصال اليمن الجنوبي عن الشمال ، أليست هذه كلها احتمالات واردة
هل لنا أن نتخيل حينها شكل ا لعلاقة بين السلطنة واليمن الجنوبي ؟ ومصير الاتفاقيات الحدودية التي ابرمها الرئيس علي صالح مع السلطنة؟؟ والتي قد لا يقبل بها اليمن الجنوبي ، الذي قد يدعي زعمائه أن حدوده تشمل ظفار بحدودها القديمة الممتدة إلى ولاية ادم، كردة فعل على موقف السلطنة اثنا الصراع ، خاصة إذا ما وجد الجنوبيون تشجيعا من دول كبرى في المنطقة كانت معترضة على الاتفاق الحدودي بين اليمن وعمان ، معتبرة أن ألاتفاقيه شملت أراضي لا تسلم بها لأي من الطرفين

في هكذا ظروف وملابسات هل لنا أن نتساءل عن أسباب هذا الموقف الذي دفع بالسلطنة إلى إعلان الاصطفاف إلى جانب الرئيس علي عبدالله صالح قبل حتى أن نسمع مواقف واضحة من دول كبرى إقليميه ودوليه في الشان اليمني
فهل استشعرت السلطنة خطرا محدقا على أمنها القومي دفعها إلى هذا الموقف من سالم البيض ؟؟أم انه موقف يأتي في سياق تصفية الحسابات مع الاشتراكيين والقوميين الجنوبيين الذي دعموا ثورة ظفار في أواخر الستينيات وأوائل السبعينيات ؟؟
أم أنها لعبة أمميه جديدة تسعى إلى تقسيم الوطن العربي ، حيث لا مجال فيها للحياد والمواقف الضبابيه
اعتقد أن هذه تساؤلات مشروعه تفرضها الوقائع والمستجدات
خاصة إذا ما أدركنا أن سلطنة عمان قد تكون من أول الدول المجاورة لليمن
التي قد تنعكس عليها أي سلبيات محتملة لصراع مرشح للتطور، وأوضاع في طريقها إلى التأزم

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق