الجمعة، 29 مايو 2009

وزير الصحة والاخطاء الطبية...لغز الـ50 حاله


تميزت جلسات مجلس الشورى التى يبثها تلفزيون عمان مع اصحاب المعالى الوزراء بالسخونة احيانا وبالبرودة احيانا الى درجة الصقيع باستثناء الجلسات التى تعقد مع وزير الصحة فتلك الجلسات تميزت دائما عن غيرها بالسخونة الى درجة الغليان

وكان محور الاخطاء الطبية اكثرها سخونة حتى ان وزير الصحة يكاد يجنح في بعض انعطافات ردوده الى اتهام الاعضاء بالتشهير والتشويه في محاولة يائسة لجمح جماح الاعضاء ودفعهم الى التراجع وتخفيف وطاءة الهجوم عليه

ونتيجة لكثرة الاخطاء الطبية قام التلفزيون العماني بعمل حلقة عن تلك الاخطاء وانطباع الناس عنها فكشف عدة حالات فرار اباء بأبنائهم للعلاج خارج السلطنة خوفا على فلذات اكبادهم من الوقوع ضحايا الاخطاء الطبيه والاستهتار في مستفشيات وزارة الصحة خاصة في ظل انعدام المحاسبة والمساءلة بل ولجوء وزارة الصحة الى التستر على مايحدث في مستشفياتها
من انتهاكات صارخة لاجساد المرضى واهمال واستهتار يصل الى درجة التقزز والاشمئزاز وفقدان الثقة التامه بتلك المؤسسة التى يفترض ان تكون ملاذا لتخفيف الالم وتطبيب ا لجراح

حتى ان مجلس الشورى قرر في دروته الماضيه تحت ضغط الراى العام واستفحال الظاهره تشكيل لجنة تحقيق للوقوف على حقيقة هذه الظاهره المقلقه والمخيفه والتى اصبحت هاجس المواطن والوافد على حد سواء

ولكن للاسف انتهت دورة المجلس وخرج رئيس لجنة الاخطاء الطبية من المجلس دون ان نعلم عنها شئيا وعلى قول اخواننا المصريين (فص ملح وذاب )

في آخر استضافة لوزير الصحة في مجلس الشورى غابت قضية الاخطاء الطبية جملة وتفصيلا عن دائرة النقاش والحوار والاسئله
كانت في الحقيقة مفاجئة لولا ان رئيس ا لمجلس الشيخ عبدالله تدخل بشكل عاجل معترضا على احد الاعضاء الذي حاول ان يتحدث عن الاخطاء الطبيه فكشف معاليه السر المكنون خلف ذلك الصمت الرهيب حينما ذكر سعادة العضو بما تم الاتفاق عليه حول الاخطاء الطبيه وحينما سالنا عن المتفق عليه اتضح
انه منع الاعضاء من التطرق الى قضية الاخطاء الطبيه بشكل نهائي وحاسم بحجة ان هناك لجنة تبحث الامر

وهكذا وضع وزير الصحة بطيخه صيفي في بطنه ودخل المجلس مطمئنا من ان الاخطاء الطبية لامحل لها من الاعراب


في الاسبوع الماضي بث تلفزيون عمان الملون لقاء مع وزير الصحة في برنامج عن قرب قدمه الجنرال الشعيلي وفي الجزء الثاني سأل الشعيلي وعلى استحياء معالى الوزير عن الاخطاء الطبيه ويبدو والله اعلم ان السؤال متفق عليه والجواب كذلك وان الهدف من السؤال والجواب محاولة الوزير وبعيدا عن اى مضايقه التقليل من الاخطاء الطبيه وتصوير الامر على انه
مجرد هفوات بسيطه ونادره وشىء لايستحق الذكر خاصة ان معاليه اخذ راحته على الاخر بعيدا عن اعتراضات اعضاء الشورى كما كان يحدث له في مجلس ؟؟

الذي لفت نظري في تلك المقابلة ويستحق في تقديري ان يكون نكتة الموسم
ذكر معاليه عدد الاخطاء الطبيه فقد اكد معاليه انها 50 حالة ثبت منها 45 والـ 5 الباقيه ثبت انها ليست اخطاء

النكته هنا ان نفس عدد الاخطاء الطبيه التى ذكرها معاليه الـ50 حاله في المقابله هو نفس العدد الذي ذكره في مجلس الشورى عام 2002م 50 حالة

فهل يعقل ياقوم ان تكون الاخطاء الطبيه في عام 2002م 50 حالة
وفي عام 2008 ايضا 50 حالة ؟؟؟؟؟؟

اليست نكته بالفعل؟؟!!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق