الجمعة، 29 مايو 2009

معركة حامية الوطيس في مستشفى السلطان قابوس بصلاله

في حوالي الساعة الواحدة ظهرا رن هاتفي النقال وأنا اتمخطر وسط سوق الحافة بصلاله وكان خلفي الشرطي أبو دراجة والهاتف يرن يرن يرن ،ويدي ترجف ترجف ترجف في صراع بين العقل والقلب هل ارد واعرض نفسي لخطر المخالفة ام اتجاهل رنين الهاتف وأنجو من المخالفة، وبعد صراع مرير فاز العقل بوحدة علامة ، فقررت أن أتجاهل إلا أن إلحاح المتصل لم يتوقف ، فتذكرت قصيدة لأبي القاسم ألشابي رحمه وهو يشحذ الهمم ويدعوا إلى المواجهة والمخاطرة في قوله( ومن يهاب صعود الجبال يعيش ابد الدهر بين الحفر) فسللت هاتفي من جيبي ، وضغطت على زر الاجابه ، فإذا بصديقي عكوله على الطرف الآخر من الخط يتحدث بصوت مبحوح يغالبه الدمع، ليلسعني بصوت من لهيب بخبر نقل صاحبنا بوحه إلى المستشفى في حالة خطرة
أغلقت الهاتف ويممت وجهي شطر مستشفى السلطان قابوس بصلاله وأوقفت سيارتي البكيب العتيقة على عجل وأخذت اجر ردائي إلى باب الطوارئ وأنا لا آلو على شيء

وسألت أول ممرض تقع عليه عيناي عن صديقي بوحه فابلغني انه نقل الى القسم الداخلي للتنويم، أسرعت الخطى إلى القسم حتى وصلت الباب فطرقت الباب حتى كل متني ، وأخيرا اطل على الحارس وقد جحظت عيناه وانتفخت أوداجه واحمر وجهه ووقف شعر رأسه، وبرز صدره إلى الإمام ، وذروته إلى أعلى ، ليقول لي بصوت أجش ،وكأن ذبذباته قد عبرت المحيط الأطلسي، وتقشبت ببرد لدن ، وتلحفت بصقيع موسكو، ليقول لي ماذا تريد ؟! قلت أريد أن أرى صديقي بوحه، فقد ادخل قبل قليل على عجل إلى قسم التنويم وأخشى أن حالته خطرة وقد يكون لقاء الوادع، قال لي رووووح رووووح ثم مد روح الثالثة حتى ظننت أن وروحي روحه سوف تخرجان معها ، توسلت إليه وقبلت يديه أن يسمح لي بالدخول ولو لبرهة أو للحظة أرى فيها بوحه ولو نظرة ، رفض وإصر وكسر بخاطري عدت بخفي حنين ثم تركت الخفين على باب المستشفى

وأخذت اعد الدقائق والثواني وقد شنفت أذاني على ساعة برج الصحوة ومع أول دقة من دقاتها معلنة تمام الساعة الرابعة مساءا وهو الوقت المسموح فيه بالزيارة وفق قانون الوزارة الموقرة ، وضعت ثوبي في فمي وخلعت نعلي أخذت اجري أجرى أجرى حتى وصلت الغرفة التي يرقد فيها بوحة ، فشققت صف ا لزائرين ودفعت القائمين والقاعدين حتى وضعت يدي على سريرة فإذا به متكئا على أريكته والتفاحة تتطاير ذراتها من بين شدقيه ، فحمد ت الله على سلامته ونجاته من السكتة والذبحة الادول والبندول،

وما كادت تهدأ نفسي وينزاح همي حتى أحسست بحركة غريبة ورأيت ظلال تتسلل من خلف الجدر وتمر بسرعة مذهلة بين الفرش ومن خلف الستار، فسللت سلاحي وطلبت إخلاء الغرفة فورا حفاظا على أرواح المرضى والزائرين ورغم أن تحذيري كان بلطف وهدوء إلا أن الغرفة فجأة ملئها الهرج والمرج وأخذن النسوة يصحن ويولولن ، وخرج القوم بسرعة وأخذت أنا أتحفز للهجوم متخذا مواضع القتال بقدر ما استذكرت من أفلام بروسلى وأميد ابتشن ودار مندر

وإذا بالممرضات يصحن وت هبن؟ وت هبن؟ وأنا في الحقيقة لا أجيد اللغة الانجليزية، حاولت أن أتذكر شيئا من كلمات بوش عن الأعداء والإرهاب والحرب فلم تسعفني ذاكرتي إلا بكلمة( انمي) فأخذت أصيح بها انمي انمي ، عندها صاحت إحدى الممرضات زركاوى ..زركاوى ... وصاحت أخرى بن لادن ..بن لادن.. ، اقشعر بدني من شدة الخوف والهلع وتذكرت القواعد الامريكيه في ثمريت ، فهللت وحوقلت ، وقلت بيني وبين نفسي حتى لا يسمعني احد فيظن أني أتدخل في السياسة لابد أن أتدارك الموقف قبل أن يستفحل ويقوم أولاد أمريكا وأحبائها المخلصين بتبليغها بتسلل بعض عناصر الإرهابيين إلى أروقة مستشفى السلطان قابوس فتدك المستشفى بـ اف 16 والبى52 ويصيبنا ما أصاب الباكستانية ويصبح مستشفى السلطان قابوس قاعا صفصفا وتفقد وزارة التراث واحد من أهم المعالم التراثية في المنطقة

فصحت بهن صيحة الأسد الهصور نوووو بن لادن... نوووو زركاوى ....إرهابي نوووو ... بس صموووول أنمى... صموووول انمي ... كان لابد حينها أن أبادر بالهجوم قبل أن ينتشر الخبر واجد الجزيرة والعربية والحرة وأخواتهن في مستشفى السلطان قابوس ، فيفضحنا كومار وشندرا وبابو


فسللت نعلى من رجلي وهجمت بكل قوة وفي الضربة الأولى سقط ثلاثة إرهابيين وجرح اثنان وفي الضربة الثانية قضيت على الجريحين الاثنين ومزقت الثالث إلى أشلاء ، وهكذا انتهت المعركة بموت الأعداء وبدون اى خسائر تذكر ما عدا تمزق طرف احد النعلين

وانتهت المعركة بنصر عظيم ، وتم القضاء تماما على كتيبة الصراصير الاستطلاعية التي غادرت جحورها في تلك اللحظة إلا أن الأخبار المتواترة من شهود العيان أفادت بأن المستشفى أصبح مرتعا للإرهابيين من بني صرصور وان القضاء علي الصراصير قضاء مبرما يتطلب جهودا جبارة ربما تفوق إمكانيات الدولة المتواضعة الأمر الذي قد يتطلب تدخل عاجل من حلف الأطلسي وقوات درع الجزيرة

هذا وبالله التوفيق .

شلولح

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق