الجمعة، 29 مايو 2009

سهل اتين .... فوضى وعشوائية وسوء تخطيط


لو أغمضت عينيك ثم فتحتهما فجأة فوجدت نفسك في سهل أتين كما يحدث في أفلام الخيال العلمي حينما يعبرون من زمن إلى آخر بآلة السحر العجيبة
فبكل تأكيد سوف تظن أن الزمن قد عاد بك إلى القرون الوسطى
حيث العشوائية والفوضى وسوء التخطيط وفي أحسن الأحوال
لن تتجاوز مخيلتك مهما كانت وأسعه مخيمات دارفور
وخاصة البؤر العشوائية التي لاتظهر في التلفزيون إلا حينما تغرق في الفيضانات ولا تنكشف سؤتها إلا مع الكوارث والمحن تلك هي الصورة الحقيقية لسهل أتين التي لن تراها في تلفزيون عمان الملون ولن تقرأها في الصحافة العمانية ولا أظنك ستسمعها من المسئولين وخاصة الذين ترطبت ألسنتهم بالمدح والثناء لكل شيء وفي كل شيء وبمناسبة وبغير مناسبة
ومع أن ظفار بشكل عام تعتبر جنة الخليج في فصل الخريف
وبلغت شهرتها الأفاق ونال مهرجانها كما يقال السبق والتفوق على الكثير من المهرجانات الخليجية والعربية فيما يخص الجانب الأسري
ورغم أن ولى الله عبد الله بالخير قد غبر قدميه الشريفتين بتراب سهلها وساحلها وتفضل كاظم الساهر وأحلام واغلب نجوم العرب الذين تستمطر بهم ألامه الرحمات وتستجلب بهم الغوث عند الأزمات فصدحوا بأصواتهم ألبلبليه على مسرح المروج إلا أن سهل أتين ظل خارج دائرة القرن الحادي والعشرين وخاصة حينما تنظر في عيون الأطفال الذي يبيعون سكر بنات وهم قابعون في زوايا الشوارع وثيابهم مبللة بالمطر وسيقانهم يغطيها الطين اللازب حفاة الأقدام كأنهم هاربون من ملاجئ الأيتام أو يعانون من سوء المعاملة وسوء التغذية وأسعدهم حظا من تراه يقف في خيمة ممزقة الأطراف مليئة بالدخان اللحم المضبي ودموعه تتساقط كرذاذ ا لخريف يزاحم آل بنجلاديش ويسابقهم إلى الزبائن وكأنه في معركة لا تقبل القسمة على اثنين
فإما حياة تسر الصديق وإما ممات يغيض العدى
وفي هذا العام دخل منافسون آخرون للمزاحمة على لقمة العيش في حلبة سهل أتين حيث دخل الجنس اللطيف لأول مرة فثلة من المنقبات قد افترشن الأرض وتلحفن بالسماء وبالبساط الأحمدي صففن البضاعة من اللحم والخبز الرقيق إلى الحلويات المحلية وعبق البخور الظفاري الأصيل وبذلك اكتملت الصورة المزرية عن جزء من ارض الوطن و من يقبع عليه من أبناء عمان يستجدون لقمة العيش من السائحين وخاصة من أبناء الخليج وكأن عمان قد أقحلت وامحلت فأصبحت عاجزة عن توفير لقمة العيش لبنيها
أو حتى تنظيم سهل أتين بشكل حضاري يعكس أصالة العمانيين ويعطي صورة مشرفة عن العماني وهو يكابد الحياة ويكافح بشرف لتوفير لقمة العيش الكريم لبنيه ،
لا ا أظن أن تلك الصورة المزرية لسهل أتين والخيام العشوائية المتردية على اطرافه سوف تسعد المخلصين من أبناء الشعب العماني مسئولين كانوا ام مواطنين عاديين

فليست صورة امرأة منقبة مفترشة الأرض وقد تحلق حولها أطفالها الصغار يسترزقون من بيع الفتات تحت رذاذ المطر أو صبية قابعون في زوايا الشوارع يبيعون الحليب وسكر نبات أو الخيام العشوائية الممزقة التي تباع فيها المواد الغذائية والتي تفتقر لأبسط الشروط الصحية سوف تخلق تلك الصورة البراقة التي يتغنى بها البعض

سهل أتين مرآة سوف تعكس ظلف العيش واستفحال البطالة ومرارة الحرمان وسوء التخطيط والفوضى والعشوائية

فهل من مدكر

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق