الأربعاء، 27 مايو 2009

اكذوبة التقريب بين المذاهب الاسلاميه


مسكينة هذه ألامّه المكلومه وكأنها لم تكتفي من كذب السياسيين ومؤامراتهم واجتماعاتهم التي ينتهي ظاهره بالأحضان والقبل وباطنها بالخيانة والعمالة وبيع الأوطان حتى يلحق بركبهم ثلة من شيوخ الدرهم والدينار ممن يطلق عليهم البعض علماء ألامّه مع أن بعضهم لا يحمل من هذه الصفة إلا رسمها وشعار القلنسوة والجلباب وكثير منهم من عباد القبور والاضرحه والدرهم والدينار والدولار الذين تتحفنا بهم الصحف الساقطة والشاشات الماسخة في الغدو والآصال وهم يتنقلون من مؤتمر إلى أخر وفود تغدو وأخرى تروح يزعمون أنهم يجتمعون للم شمل المسلين والتقريب بين المذاهب الاسلاميه ورص صفوف ألامه مع أن اجتماعاتهم تلك لم تستطع أن تخرج باتفاق على رؤية هلال رمضان أو العيد ، تراهم جميعا وقلوبهم شتى ، لا يجمعهم في حقيقة الأمر إلا حلاوة السفر و السياحة وبدل المشقة التي يتقاضونها قبل أن يجف مداد بيانهم عملا بالسنة في إعطاء الأجير أجره قبل أن يجف عرقه ناهيك عن والعشاء والمبيت في فنادق الخمسة نجوم وما فوق
والضريبة من بابها لمزرابها لكل تلك للهوجه كلمتين عن وحدة الأمة و بيان ختامي يؤكدون فيه أن الاجتماع حقق نجاحا منقطع النظير وان ألامه بألف خير وعافيه ويا دار ما دخل شر ويعود كل واحد منهم إلى مخدعه وقد ابتلت العروق وانتفخت الكروش وارتفع الرصيد في البنك
تلك هي الحقيقة المرة والدور المسرحي الهزيل الذي يقومون به أصحاب العمائم والجبب فطاحلة القرن الحادي والعشرين الذين يصفون أنفسهم ويصفهم المنتفعون منهم بعلماء ألامه وذلك هو دورهم المرسوم في تلك الاجتماعات التي لا تكاد ينفض جمعها حتى يعود كل منهم الى مستقره وسابق عهده يبث سموم الخلاف والفرقة والشقاق بين المريدين والأتباع وينفث السم الزعاف والبغض الدفين وتنضح آنيتهم بأقذع السباب والشتائم واللعن والكراهية حتى لو كان الخلاف على طهارة الماء المشمس ونواقض الوضوء و وصل الأمر ببعض كبارهم أن وصف آخرين من مخالفيه بأحفاد اليهود والنصارى ، أحقاد أصلها سياسي وتدافع على المغانم والمناصب والمكاسب الدنيوية ، ارث متوارث منذ واقعة الجمل والنهروان وصفين والثورة على عثمان، وحرب علي ومعاوية وقتل الحسين وانشقاق المسلمين الى فسطاطين و تكتل بني أمية وبني العباس وغيرهم ، غزوات وفتن وثورات توالت وتلاحقت ملتحفة بشعار الدين والمذهب والعقيدة لتحفل بها كتب المذاهب والفرق و تدرس في الجامعات والخلوات والمعاهد والحسينيات وغيرها عمودها التكفير والتضليل و إقصاء الآخر وتعميق مبدأ استحالة التعايش المشترك ، ويكفي للمرء أن يفتح كتب العقائد لاى مذهب إسلامي مهما ادعى أتباعه التسامح ولاعتدال ليرى بأم عينيه ذلك الكم الهائل من أحكام التكفير والتضليل التي يحشوها شيوخ المذاهب في عقول الأتباع سرا وعلانية ولا يتحرج اولئك الشيوخ أن يخرج احدهم من دهليز التكفير والتضليل وتكريس الشقاق والخلاف الذي يمارسه في الصباح مع الأتباع والمريدين ليطل علينا في المساء من خلال شاشة تلفاز من بتوع الهشك بشك تحاوره حسناء حمراء الخدين يبدو من مفاتنها أكثر مما تخفي ليتلذذ الشيخ بالوجه الحسن الصبوح ويقبض في نهاية البرنامج المقسوم بعد أن ويحشوا أذهان الحمقى المغفلين ببعض الفتاوى المعلبة سلفا وفق توجيهات الجماعة اللي فوق ، أو يلفحنا بصورته البهية على غلاف صحيفة ساقطة يدعو والابتسامة تعلو محياه إلى التقريب بين المذاهب الإسلامية والأديان السماوية والعيش المشترك والتعاون فيما اتفقنا عليه واعذرا بعضنا بعضا فيما اختلفنافيه ، تلك الشعارات التي سرعان ما تتهاوى بمجرد أن يتناطح عنزان أو يشتبك تيسان فيظهر المستور وتنجلي الحقيقة المرة وأبعاد الهوة السحيقة بين المذاهب الاسلاميه التي يستحيل بينها التعايش السلمي ولعل خير شاهد من الواقع القريب هو ما حدث بالأمس في لبنان فرغم أن الخلاف سياسي بين موالين للمشروع الأمريكي الصهيوني وبين موالين للمشروع الوطني المقاوم للهيمنة الأمريكية الصهيونية ولا علاقة للدين والخلاف المذهبي بالموضوع إلا أن بعض علماء السنة ومنهم المفتى أقحموا الدين والمذهب في القضية واستنهضوا الحمية المذهبية وجيشوا الأتباع والأنصار ملبسين الخلاف ثوب الطائفية والمذهبية ضاربين بكل تلك الشعارات الرنانة التي تنطلق في مؤتمرات التقريب والمحبة والسلام والأحضان الدافئة عن الوحدة الإسلامية والعيش المشترك عرض الحائط ليشهد كل ذي عيني وأذنين ولسانا وشفتين ، أن تلك المؤتمرات التي تتغنى بالوحدة الاسلاميه والأخوة الإيمانية والعيش المشترك لا تعدو أن تكون في حقيقتها ملهاة جديدة للضحك على ذقون الشعوب ، أبطالها أصحاب العمائم والجبب الذين التقت مصالحهم وأهوائهم مع مستحمري الشعوب وتجار الفتن وأباطرة الحروب وجابيي الثروات ، الذين انكشفت سؤتهم أمام الشعوب بعد ان استنفذوا الشعارات القومية والوطنية وانفض عنهم الجمع الجائع الحافي العاري الذي وجد نفسه بعد طول العناء على قارعة الطريق وبين الأزقة والنفايات يستجدي لقمة العيش ، بعد أن استنفذ طاقته في الهتاف والتصفيق وتورمت حباله الصوتية من تريد شعارات الوحدة العربية والقومية وتمجيد الزعيم الملهم ، ليخرج أخيرا من المولد بلا حمص فتم قلب صفحة الوطنية وشعاراتها الرنانة بعد ان أدرك الساسة أن الدهر قد آكل عليها وشرب وتم استبدالها بشعارات جديدة سنامها التقريب بين المذاهب الاسلاميه لتكتمل حلقة التأمر على الشعوب ونهب خيراتها بالاشتراك هذه المرة مع شيوخ الدرهم والدينار مطيتهم الجديدة إلى الاغال في انتهاك حقوق الناس البسطاء وإذلالهم والدوس على كرماتهم بالجزم العتيقة ليبقى الدين للمتاعيس وقناطير الذهب والفضة والقصور والثروات وما فوق الأرض وما تحتها في أيدي الأسياد والأتباع وشيوخ الدرهم والدينار
ضحك على ذقون الشعوب واستنزاف لخيراتها وتلاعب بعواطفها الدينية والمذهبية لتحقيق مأرب دنيويه
ودستور يا أم هاشم دستور

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق