الجمعة، 29 مايو 2009

قناة الجزيرة ادت رسالتها وعلى المشاهد العربي ان يبتلع خيبته


انطلقت قناة الجزيرة كشهاب ثاقب في ليل العرب البهيم لتقلب مفاهيم الإعلام العربي المدجن وتروى ظماء المتعطشين لاعلام عربي حقيقي بعد ان أنهكهم التعب وهم يلهثون خلف قنوات عربيه عمقت الغربة الفكرية والروحية والاخلاقيه في وجدان الإنسان العربي وجندت حواسه السمعية والبصرية وشحنتها بهموم سباق الحمير والجمال وكليبات العري والمياعه وغناء السباكين والمكوجيه وأفلام المقاولات الهابطة ناهيك عن آيات المدح والثناء التي تتغنى بها شاشات التلفزة العربية صباحا ومساء في الشيخ الفلاني فلتة زمانه ،والزعيم العلاني وحيد عصره وفريدة دهره ، والتصفيق لافتتاح مصانع البمرز والعلف ومحارم التواليت باعتبارها خطوات جبارة على طريق الصناعات العملاقة وتنويع مصادر الدخل واحيانا من باب الحياء بعض أخبار متفرقة عن غرقا اسيوين في فيضان أو جرحى أوربيين في حادث سير
ومن باب مصائب قوم عند قوم فوائد كما قال شلولح لم تكن قناة الجزيرة الا احد فوائد مصيبة الحرب السرية والعلنية بين القطريين والسعوديين فقناة الجزيرة
التي عم نفعها البلاد والعباد طوال عقد كامل من الزمن تربعت فيه وبكل اقتدار على عرش الإعلام العربي الرسمي وشبة الرسمي لأنه لم يكن هناك إعلام عربي حقيقي فكانت أفضل الجميع وكما يقول المثل العربي الأفرد وسط العميان شيخ إلا أن سرعان ما نكصت على عقيبيها وارتدت وتنكبت الطريق الذي رفعت شعاره في وجه المحبين والمبغضين (الراى و الراى الأخر) ليصبح الشعار كله بعد ان وضعت الحرب اوزارها بين الاسرتين رأى واحدا لا ثاني له

فلم تكد تنطفي نار الحرب بين الدولتين ويتوقف الضرب تحت الحزام
حتى قلبت الجزيرة للمشاهد العربي ظهر المجن والتحقت بأخواتها القنوات العربية المدجنه ،تلك الحقيقة المرة التي طالما أنكرناها وقذفنا الحصى وسفينا المل في وجه مدعيها اكتشفناها اخيرا بعد عقد من الزمن وادركنا أننا كنا اكابر المقفلين وقفانا اعرض من شط الخليج وأننا قد أكلنا في الجزيرة مقلبا لم يأكله حمار في محشره ،فقناة الجزيرة لم تكن أكثر من سهم في جعبة إمارة قطر العظمى استخدمته في معاركها الشرسة بعد أن أدركت إبان تغير النظام انها ستخوضها مكرهه فالجيران وخاصة الكبار منهم لن يقبلوا
أن تأتى الرياح بما لم تشتهي الانظمه الخليجية وخاصة ألجاره الكبرى فخشيتها من أن تسن قطر سنة سيئة في قلب الانظمه كاد أن يفقد بعض الخليجين عقولهم وقطر كما يعلم الجميع لا تملك لا عددا ولا عدة يمكن ان تخوض بها معارك طاحنة مع الجيران فكان السلاح الإعلامي هو الأمضى والأقدر
على حسم المعركة لصالحها فالإعلام في نظر الانظمه العربية بعبع عملاق رابض في قمقمه يخشون انفلاته من عقاله ويبذلون في سبيل تحجيمه النفس والنفيس وما من قلم سال مداده إلا وتلقاه صحن من ذهب وعليه الورقة الخضراء المتشحة بصورة العم سام وسرعان ما تجف الأقلام وتطوى الصحف الا القليل منها

وبحنكة ودهاء سبقت قطر الجميع في التنبه لهذا السلاح الفتاك وبدلا من تحجيمه أخرجته من قمقمه وطوعته لخدمتها في غفلة من الجميع ورغم أن البعض حاول جهدا أن يشحن ترسانته بسلاح الإعلام الموجه حينما تنبه للأمر إلا أن صحوته كانت متأخرة كثيرا فلم يصب عياره ولم يدوش ،

وأخيرا أدرك أعداء قطر أن لا قبل لهم بهذه الحرب فهي ليست حربا
من النوع الذي تمرسوا فيه واكتسبوا خبرة عالية في حيله وطرائقه القددا
و أدرك الجميع أن الجنوح الى السلم والوفاق أهدى سبيلا
وقد توجت تلك الحكمة بعودة المياه الى مجاريها بين السعودية وقطر فدبت الحياة من جديد في مكتب الجزيرة في الرياض وجاءت البشرى بان الجزيرة سوف تغطي شعائر الحج لهذا العام بعد أن حرمت منه حينا من الدهر
ويبدو أن قناة الجزيرة بذلك قد أدت رسالتها المقدسة وقامت بواجبها على أحسن وجه وعلى المشاهد العربي ان يبتلع خيبته بهدوء

وليس أدل على ذلك من سياسة الجزيرة الجديدة والتي ابرز معالمها التجاهل
التام لما يجري في الخليج سواء الانتخابات البرلمانية والشورية أو غض الطرف عن بعض الاحداث الاحتجاجية السلمية الى تقع هنا أو هناك إضافة الى ضربها صفحا عن إجراء اى لقاء ذي قيمة مع كتاب وسياسيين خليجين داخل الوطن العربي أو في المهجر

والفضيحة الكبرى تغطيتها الفاشلة لانتخابات مجلس الشورى العماني التي انتدبت لها المذيع السعودي الظفيري والافضح من ذلك وخاتمة السوء كانت التغطية المخزية لقمة مجلس التعاون الأخيرة في قطر والتي لم تخرج في شكلها ومضمونها عن قناة العربية السعودية أو القنوات الرسمية الأخرى
ناهيك عن مؤتمر انابوليس الذي اخذت تحوم حول حماه بحذر شديد
دون أن تسلط الضوء كما هى عادتها سابقا على مواطن الخلاف والنزاع

وهكذا خلعت الجزيرة جلدها كما تفعل الحية الرقطاء ،وأصبحت أصواتها الثلاثة تردح في البرية مبحوحة ومخنوقة ولا تكاد تبين خاصة بعد أن تم تقليص وقت كل منها الى اقل من ساعة ، ففيصل القاسم وبرنامجه المشاكس أصبح محصورا في سب أمريكا ولعنها وقد انكشفت سؤته بعد أن تجاهل راضيا أو مكرها كل الموبقات التي تجرى حوله في الخليج وبعض الأقطار العربية القريبه منه وحصر كل جهده في سب أمريكا ومهاجمة الغرب وخاصة فرنسا وفريق ال14 من آذار في لبنان ففيصل القاسم الذي يقال انه يحمل الجنسية البريطانية يدرك أن القانون الأمريكي لن يحاسبه على سبه وشتمه وفلتات لسانه حتى لو لعن بوش ورايس وتشيني وبني قومهم جميعا بكرة وعشيا وسوف يعود الى فراشه الوادع دون أن يقلق منامه عسس الليل . شرط أن يبتعد عن الخليج وما يجري فيه ، فسلوم الأقرع ما يعرفش يامه ارحمني

بينما ابن منصور صاحب برنامج بلا حدود الذي صور لنا يوما اعتداء بعض الصبية عليه في ازقة القاهرة بأنها محاولة اغتيال يقف وراءها النظام المصري وربما بالتعاون مع السى اى ايه والكى جي بى والموساد
اصبح برنامجه بلا حدود محدودا وفاقدا لبريقه بعد أن مل المشاهد اسلوبه الفج واحتقاره واستهزائه بضيوفه خاصة بعد ان استنفد كل مافي جعبته واخذ يجتر مواضيعه وضيوفه

وأخيرا برنامج الأستاذ القدير سامي حداد أكثر من رأى ومع احترامنا للأستاذ وبرنامجه إلا أنه من الواضح أن سياسة الجزيرة الجديدة قد حجمته كثيرا وربما فرضت عليه ضيوف محددين فاغلب من نراهم في برامجه هم من ملمعي الانظمه العربية وسياستها القمعية وخبراء ومكتشفي الأعذار والتبريرات لانتهاك حقوق الإنسان في الوطن العربي

أمر محزن بالفعل أن نكتشف أخيرا بعد عقد من الزمن أن قناة الجزيرة لم تكن إلا أداة في يد صناعها خلقوها يوما لهدف بعيد عن أمال وطموحات وهموم المواطن العربي وان كانت قد التقت معه حينا من الدهر
فما ذلك إلا التقاء مصالح ليس إلا .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق