السبت، 30 مايو 2009

اهداء الى بن دارس وكل الشرفاء..ليس مهما كم مرة يمكن ان تسقط مادمت قادرا على الوقوف من جديد


ليس مهما كم مرة يمكن ان تسقط مادمت قادرا على الوقوف من جديد

أجد هذه المقولة مناسبة لأهديها لصديقي العزيز على الزويدي صديقي الذي عرفته وخبرت مداد قلمه في الصدع بالحق ورفع راية الحرية منذ أن جلست لأول مرة أمام شاشة الكمبيوتر وعرفت المنتديات وامتطيت صهوةالشبكة العنكبويته
اختلفت معه قليلا واتفقت معه كثيرا وبين الاتفاق والاختلاف كانت مساحة الهم المشترك رحبة للجميع
كتب بن دارس مقالات كثيرة وطرق أبوابا عدة وجلب على نفسه سخط الكثيرين
ليست المنتديات وحدها من خاض فيها بن دارس بقلمه الصادق الأمين , فقد كان للصحافة منه نصيب رغم أن قيودها كانت تفرض عليه أن يظل في حدود ما يقبله ذوى الشأن والسلطة والسطوة والصولجان , ومع ذلك برع بن دارس كثيرا في كسر تابوت المحرمات والخوض فيما وراء الخطوط الحمر باسلوبه السهل الممتنع , فلمع نجمه في عالم المنتديات إلى جانب ثلة من الشباب لمتحمس الواعي الغيور على وطنه وأمته

وبدافع الوطنية وقدسية الحرية شحذوا أقلامهم فتقاطر مدادها على رخام الوطن الناصع ليلمع بريقه ويعطر أريجه في سماء الغبيراء, إلا أن تلك الأقلام الشابة صادفت وصادمت بقدر مقدور عقولا ران عليها حب الذات وأثقل كاهلها الجشع فلم ترى في الوطن بكل قداسته وعظمته أكثر من بقرة حلوب لا ينضب ضرعها ولاترتوى منه كروشهم , فكلما رشفوا منه رشفة توسعت أحداقهم وانتفخت أوداجهم وقرقرت مصارينهم لطلب المزيد حتى استقر في ادبيايتهم ومسلماتهم ان الوطن لهم وحدهم وكل من هو دونهم ما هو إلا عالة ودخيل عليه لا حظ له فيه ولا نصيب إلا بقدر ما يتصدقون به عليه من فتات

كان لوقع قطرات مداد أقلام الشباب الثائر وهى تقرع أذانهم كقرع أجراس الكناس في آذان العصاة الطغاة وقعا اكبر من ان تتحمله أفئدتهم , فخرجوا من قمقمهم وقد أغضت مضاجعهم كلمة الحق فأرعدوا وأزبدوا وجاشت نفوسهم بكل ما فيها من بواعث الشر والجبروت ليجلبوا بخيلهم ورجلهم ماكينة القمع والقهر لتكسير تلك الأقلام الصادقة وباى , ثمن

لم يشفع لهم حب الوطن وحلم الحرية وصدق الوعد الذي أطلقه السلطان في رحاب ألجامعه بعدم السماح بمصادرة الفكر, ليصبحوا عرضة بصدور عارية لسهام تتساقط من كل حدب وصوب حتى كادت توهن عزائمهم وتجف أقلامهم وهى تسكب آخر قطراتها على مذبح الحرية وتقيم علي عتباته مأتما وعويلا

ظل بن دارس مع القليلين واقفا ممسكا بقلمه وكلما انقشعت السحب الداكنة و هبت نسائم الحرية في سماء عمان الحبيبة استل قلمه كما يستل الفارس سيفه من غمده ليلمع بريقه من جديد في ظلمة الليل البهيم

إلا أن لمعانه هذه المرة كان اكبر من أن تتحمله عيون الفت الظلام وأياد أتقنت الخفية والفهلوة حتى غدت تلطش بِيمنها ما لا تعلمه شمالها , وقد برعت عقولهم في فك طلاسم الدرهم والدينار ولم يعد ما يكدر صفوها وهى تتسابق على كنز الأموال وحيازة العقارات وتتقاسم المشاريع ونهش الوطن كما تنهش الأكلة قصعتها إلا تلك الكلمات التي تتساقط على الشبكة ألعنكبوتيه , بعد أن جنحت الصحافة بجلالة قدرها إلى الخنوع والخوض وداست على شرف الكلمة ووأدتها كم تتئد الجاهلية بنيها , تلك الكلمات على قلتها هزت العروش والكروش وزلزلت بنيانها الذي تعالى على آهات العاطلين وعبرات الفقراء والمساكين ومأسى الأيتام والأرامل والمعوزين

وكان الحياة تعود بنا من جديد إلى زمن الصراع الأول بين قابيل وهابيل وتدافع الخير والشر والحق والباطل في صراع ازلى لا تلوح في الأفاق نهايته

تحية للكاتب العزيز على الزويدي ولكل الشرفاء من حملة الأقلام الحرة والمبادئ الصادقة
تحية لكل مناضل على ثقر من ثقور الشرف والعدل والمساواة والديمقراطية وحقوق الإنسان

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق