الجمعة، 29 مايو 2009

عضو مجلس الشورى .. من قبة البرلمان الى موظف بمحطة بترول


ملاحظة هامة: قبل الخوض في الموضوع اود ان أؤكد ان اى عمل شريف لايعيب صاحبه مهما كان نوعه
وحديثنا هنا ليس عن المهنة ومستواها وانما عن ما آل اليه عضو مجلس شورى كان يوما ما ممثلا عن جزءكبير من الشعب العماني وعن ولاية هامة من ولايات السلطنة هى ولاية مقشن.

لم اصدق عيني حينما رأيت سعادة عضو مجلس الشورى للفترة الرابعة بخيت بن زايد بن سحيم غواص وهو يقبع في محطة بترول يديرها وافد من السودان الشقيق الا انني وبعد ان جلست طويلا مع سعادته وحدثني عن مرارة الايام الخوالى وكيف تداركته الاقدار بتلك الوظيفه بعد اربع سنوات قضاها مترددا بين مكتب وزير الدولة ومحافظ ظفار وبين مكتب وزارة القوى العاملة
في صلاله وثمريت باحثا عن عمل يسد منه رمقه ورمق بنيه ايقنت حقا ان زمن العجائب لم ينقضى بعد فلا يزال في جعبته للركبان حديثا آخر

لايدري صاحبنا من يلوم الزمن ام الاقدار ام الحكومه ام قومه ام نفسه التى بين جنبيه ، وبمرارة الحزن والاسى التى رسمها الزمن على تقاسيم وجهه وشفتيه وهو يقص على حكايته التى تعود بعض مرارتها الى بداية الثمانينيات حيث التحق بعد انهائه مرحلة الاعدادية العامه بقوات السلطان المسلحة وبعد تدريبات شاقة وطويله تم ترشيحه لدروة ضابط وقبل بلوغ الدورة نهايتها تمت اقالته على اثر رفضه تنفيذ امر عسكري ليعود مجددا الى مقاعد الدراسة
و قد وضع نصب عينيه هدفا اخر اكبر واسمى في نظره هدفا اخر يخدم من خلاله وطنه وبنى قومه اذ قرر انهاء الثانوية العامه ودخول كلية الطب الا ان الاقدار عاندته مجددا اذا اصيبت والدته بمرض عضال اضطره الى البقاء بجانبها حتى وافها الاجل ليعود من جديد الى باديته وابله حيث والده واخوته ليبقى الى جانبهم يشاركهم الحزن والاسى وفراق الوالدة العزيزة
وبمرور السنين خفت تلك الشعلة المتوقدة في نفسه من الحماس والطموح ليختصر كل تلك الامال من ضابط بقوات السلطان المسلحة او طبيب جراح مشهور الى موظف بسيط في قلب الصحراء بولاية مقشن
وحينما انشات الدولة مجلس الشورى ظلت فكرة الترشح للمجلس والوصول الى قبة البرلمان هدفا جديدا توقدت فكرته في عقل الشاب الطموح وحينما وصل المجلس دورته الرابعة كانت الظروف مواتية ليقدم الشاب على خطوته الطموحة الاولى آملا هذه المرة ان تسعده الاقدار بتحقيق بعض طموحه ، وباصرار المكافح الصابر الطموح حقق المركز الثاني بينما حقق قريبا له المركز الاول

لم تكن تلك هى كلمة الاقدار الاخيرة اذا سرعان ما اصيب عضو مجلس الشورى الفائز في حادث ادى الى وفاته
ليأخذ صاحب المركز الثاني مكانه ممثلا لولاية مقشن وكان بخيت بن زايد صاحب الحظ والنصيب هذه المرة

لم يكن سعادة العضو ... آنانيا ولم يصرف جهده لتحقيق مأرب شخصية ومنافع خاصة كما يفعل البعض بل صرف جل جهده ووقته لخدمة بلده وابناء ولايته التى اختارته ومنحته ثقتها وهيئته لياخذ المركز الثاني
ويكون ممثلها كما شاءت الاقدار له ان يكون

حينما انتهت دورة المجلس الموقرللفترة الرابعة وجد سعادة العضو نفسه على قارعة الطريق وقد انضم مكرها الى طابور الباحثين عن عمل ورغم مرارة الوضع و النقله النوعية التى قذفت به من مجلس الشورى بجلالته ووقاره الى قارعة الطريق باحثا عن عمل الا ان انه واجه الموقف بشجاعة يحسد عليها فلم تزلزل الاحداث قدميه ولم تهز ثقته بنفسه .

قرر ان يقف في طابور الصباح امام موظف وزارة القوة العاملة ويستخرج بطاقة العمل وينتظر دوره وحظه وفي خضم الحديث سألته وكيف كنت تتدبر امرك وامر اسرتك ومصاريف دراسة ابنائك خلال الاربع سنوات
التى قضيتها باحثا عن عمل قال كنت اقترض من هنا وهناك وحينما يثقل الدين كاهلي ابيع من ابل الوالد ناقة او جمل وهكذا تدور بنا عجلة الحياة
بعد اربع سنوات عجاف سنحت له فرصة العمل في محطة بترول بولاية ثمريت كانت تلك هى افضل الفرص المتاحه وان كانت تحت امرت وافد من السودان الشقيق وزمالة بعض العمال من جمهورية الهند الصديقة
هذه قصة مختصرة تجاوزت فيها الكثير من المنحنيات الشاقة في حياة سعادة العضو بخيت بن زايد بن سحيم غواص ممثل ولاية مقشن للدورة الرابعة


وهنا يتساءل سعادة العضو سابقا ونتساءل معه هل تقبل حكومتنا الرشيدة ان يعمل عضوا سابقا بمجلس الشورى كان من الممثلين لهذا الشعب ولولاية من ولايات السلطنة الحبيبه عاملا في محطة بترول تحت امرت وافد وان كان من بلد شقيق

ويتساءل ونتساءل نحن ايضا معه لماذا يتم تعين بعض الخارجين من مجلس الشورى مسؤولين وفي مراكز مرموقه ويحرم البعض الاخر

ويتساءل نتساءل نحن ايضا معه هل قبيلة الكثيري وولاية مقشن لايستحق ممثلها وابنها وظيفة بسيطه في الدولة تغنيه عن مكابدة شضف العيش والارتهان لوظيفة لاتليق في نظر الكثيرين بعضو سابق في مجلس الشورى
.

هذه التساؤلا ت ستبقى تساؤلات ربما الى مالا نهاية
ولكن ذلك بكل تأكيد لن يكون هو الجواب الصحيح

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق