الأربعاء، 27 مايو 2009

البرنامج النووى الخليجي ا كبر نكته في القرن الواحد والعشرين


لا اظن ان اكبر المتفائلين بمستقبل مجلس التعاون الخليجي خطر على باله يوما يقظة او مناما ان يسمع عن انشاء برنامج نووي خليجي خاصة بعد ان توقفت انجازات المجلس الموقر على عتبات برنامج افتح ياسمسم وتعثرت كل الخطوات بعد ان لطشهتم عين حسود لم تصلى على النبي على اثر الخطوة الجبارة والفتح العظيم بانجاز مشروع التنقل بالهوية بين دول المجلس الموقر رغم المرمطه التى تمارسها بعض دولة على مواطنى الدولة الاخرى اثناء عبور الحدود من باب تاكيد السيادة حتى ان بعض تلك المرمطات تتطورت الى الاشتباك بالايدي والسلاح الابيض كما حدث للحجاج العمانيين مع حرس الحدود السعودين.


الاخوة الخليجين نطحتهم او دفشتهم الاقداربمفاجئتين كبيرتين وهم منشغلون ببناء مجلسهم الموقر طوبة طوبة ، النطحة او الدفشه الاولى كان غزو الجيش العراقي للكويت والتى فضحت درع الجزيرة نخبة القوة العسكرية الخليجيه قوات الصمود والتصدي حينما تهاوى صرحها الشامخ امام الجحافل العراقيه التى خرجت من حرب الثمان سنوات منهكه وشبه منهاره ، ورغم ذلك ذابت قوات دع الجزيرة الصامده في رمال الصحراء كما يذوب الملح في شربة الدجاج وسقطت الكويت في بضع ساعات والاخوة الخليجين ينظرون اليها وعيونهم ترقرق بالدمع،

وكنا حينما نسمع ونشاهد اجتماعات الجنرلات والمرشالات و نرى اوسمة الشجاعه والخدمة الطويله وكأنهم حازوها في معركة العلمين اومعركة مونت كاسينو على تخوم لننجراد ونرى تلك اللقاءت على شاشا ت التلفاز نظن ان الصهاينة سوف ترتعد فرائصهم حينما يشاهدون قوات درع الجزيرة ،الا ان خيبة الشعوب الخليجيه فيهم كانت من العيار الثقيل الذي يصيب ويدوش ويدوخ بعد ان تهاوت الاسطورة العملاقة التى اريد لها ان تكون مفخرة الوحدة الخليجيه.


الدفشة الثانية او النطحة الثانية كانت مفاجئة البرنامج النووي الايراني وهذه المفاجئة التى كشفها الامريكان لم تكن لاعلى الخاطر ولا على البال ، فكل جهود الاشقاء في مجلس التعاون وبكل اصرار ومثابره كانت منصبة على مصانع الحليب بالموز والاعلاف والبسكويت وحفاظات بمبرز، جهود جبارة تحاول بكل ثبات وصبر ومصابره للحيلوله دون تفوق الصناعة الايرانية،العدوالتقليدي للعرب وخاصة بمنتجها الجبار شراب زمزم


ليكتشفو الاخوة الاشقاء انهم كانوا في غفلة وان السباق والمنافسة الحقيقة لم تكون على المشروبات والبسكويت ولا على الاعلاف ومصانع بمبرز وانما على التقنية النووية سلاح القرن الواحد والعشرين المفاجئة كانت مدوية واكبر من ان يستوعبها الغافلين

والادهى والامر ان البرنامج النووى اصبح قاب قوسين او ادنى من انتاج القنبلة النوويه التى ستعيد ذكريات الماضي الاليم والايام السوداء حينما كانت ايران الفارسيه بقيادة الشاه شرطة الخليج

والاخوة الخليجين الاشاوس يقبعون في محميات وسط صحراء منقطعه والطاوس يفرد جناحيه على طول الارض وعرضها

كوابيس كبست عليهم فجئة واختلطت بالمكبوس وبرياني الدجاج وادت الى لخبطة معوية اذهبت بالروح والعقل والوجدان خاصة بعد ان دخلت امريكا على الخط لتضعهم بين المطرقة والسندان يأتى تشيني ليشحذ هممهم للتعاون في ضرب ايران ولا يكاد تشيني يغادر ويطوى البساط الاحمر من تحت قدميه حتى يصل نجاد في اثره يهدد ويتوعد الامريكان من عواصم الخليج ولسان حاله يقول اياك اعني واسمعي ياجاره


الغريب ان البرنامج النووي الخليجي لايتحدث عنه الا الامين العام لمجلس التعاون ولم نسمع عنه على لسان اى زعيم خليجي ،

فيا ترى ما السر في ذلك؟ ظني السيىء يقول لى ان كل واحد يريد ان ينأ بنفسه عن الحديث عن هذا الوهم لآن العمليه كلها من بابها لمزرابها نكته ونكته ثقيله الدم لذا لم يعد لها الا امين عام مجلس التعاون السيد العطيه حفظه الله ورعاه يردد الحديث عن البرنامج النووى الخليجي باعتبار ان العطية توشك ولايته على الانتهاء ومن ثم لن يحاسبه احد او يحمله تبعات مثل ذلك التصريح

وهنا وبكل براءة وبأعتبار ان قفانا عريض حبتين هل لنا ان نتساءل عن ا لمشروع النكته اين سيقام هذا البرنامج الطموح

بمعنى اخر في اى دولة خليجيه سوف يقام المشروع ومن الذي سيديره ومن هم العلماء الخليجيين الذين سوف تلقى المهمه على عاتقهم وهل يمكن ان تقبل دولة قطر مثلا انشاء البرنامج ا لنووي في السعودية وبينهما ماصنع الحداد وهل يمكن ان تثق البحرين بقطر وتقبل قيامه على الاراضي القطرية التى تمتد اطماعها الى جزر حوار التى لم تستخلصها البحرين من بين فكي القطارنه الا بطلوع الروح وهل يمكن لعمان ان تأمن على مشروع نووي بهذا الحجم في عهدة السعودين الذين تشرأب اعناقهم واحداقهم الى ميناء ريسوت على ضفاف بحر العرب على امل الخروج من عنق الزجاجه مضيق هرمز


ان التنافس والحساسيات بين الاقطار الخليجيه والتى يطفوا الكثير منها فوق السطح والاكثر تحت السطح يجعل مجرد الخوض في حديث عن مشروع كهذا نكتة ساذجه خاصة اذا ماعلمنا ان مواضيع بسيطه مثل تعين امين عام لمجلس بروتكولي كادت المنافسة عليه ان تشعل حرب داحس والغبراء بين بعض دول الخليج فما بالكم بانشاء مشروع برنامج نووي.

مجلس التعاون لم يعرف عنه يوما انه اتخذ موقفا موحدا كمؤسسة ذات استراتيجه متناغمه وموحده لا على المستوى الاقليمي ولا على المستوى الدولي حتى ان اكبر واهم قضية عند العرب هى قضية فلسطين كل واحدة منها لها موقف مختلف ناهيك عن اللقاءات والعناقات و العلاقات التجارية مع الصهاينه العلنية منها والسرية وما تحت الطاولة وما فوق الطاولة كل ياسبق الاخر ويابدر من خلف ظهره ،مجلس لايكاد تنطفي نار الخلاف بين قطرين منه حتى تشتعل نارا جديدة بين قطرين آخرين

واحيانا كثيرة توشك جيشوهم ان تتناطح على شبر من الارض كل يدعى انها من مخلفات الاجداد ومن تربة وطنه الطاهر طبعا طاهر باعتبار ما كان اى قبل ان يفض بكارتها بنى الاصفر بدبابتهم

واذا تجاوزنا كل ذلك يبقى سؤال هام ماذا لو حدثت كارثة نووية كالتى وقعت في تشرنوبل هل تستطيع دولة مثل قطر لو اقيم البرنامج على اراضيها او البحرين او الكويت تحمل اثارالكارثيه اما انها ستفنى ويفنى نعيمها ولا يبقى منها الا الذكرى والاطلال


يذكرني هذا المشروع التحفه والنكته بمشروع التصنيع العسكري حينما قرر العرب ان تكون لهم مصانعهم الخاصة بالعتاد العسكري حتى لايعتمدوا على احد في خوض معارك الكرامة التى كانوا يخططون لها في الفنادق وعلى احواض السباحه واختاروا مصر لتقام عليها تلك المصانع باعتبار مصر اكبر الدول العربيه واكثرها تقدما ولم تكد تقام اعمدة المصانع حتى اختلف الاخوة العرب وطوى كل واحد منهم البشت والطربوش وولو على ادبارهم هاربين تاركين اعمدة الاسمنت شاهقه تناطح الرياح مع بعض الخردة لتقيم بهم مصر مصانع البوتكاز والغسالة الفل اتومتيك.

من اعماق التاريخ الاسود للوحدة العربيه ومن خلف براكين الخلاف والشقاق يمكننا ان نقول وبكل اريحيه ان البرنامج النووى الخليجي لايمكن ان يكون اكثر من نكته واكبر نكته في القرن الواحد والعشرين ،واذا كان الاخوة في ايران او ابناء العمومه في اسرائيل قد اصابهم شئ من الخوف او الجزع بسبب مايردده معالى الامين العام لمجلس التعاون عن البرنامج النووي الخليجي فلا يسعنا الا ان نطمنهم ونذكرهم ببيت الشعر المعروف

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق