الجمعة، 29 مايو 2009

ارحمونا يرحمكم الله يكفي مكي ثلث قرن ويزيد


مؤتمر مكي الذي بثه تلفزيون عمان الملون منذو أيام خلت حمل ألينا ريح السموم و خيبة الأمل والنذير العسير بسوء المصير بعد أن أكد لنا بقوله ومنقولة أن الطريق مسدود مسدود مسدود ، وقد ألقى بتبعية ارتفاع الأسعار وتدهور المعيشة وفواجع الغلابة على العالم كله فما عساه يفعل لكبح الارتفاع الرهيب في الأسعار ما دام أن الأمر دولي وعالمي ولا ناقة للحكومة فيه ولا جمل

وبما أن الصحافة العمانية لا حية فترجى ولا ميتة فتنسى فقد نشرت
وبالخط العريض فتوى مكي عن الاقتصاد وارتفاع الأسعار وبقاء الراتب على ماهو عليه دون تعليق او تحليل او نقد بناء ، بل وتناقلت الحكمة المشهورة التى وعظنا بها مكي ((لكل دولة سياستها وحقها المشروع في رعاية الرعية))
وكانها وحى منزل من حكيم حميد

ودون الخوض بعيدا في قيمة برميل النفط الذي يتجاوز القيمة المقدرة له في الميزانية بأضعاف والتي بكل تأكيد عند مكي الخبر اليقين عن فوائضها أين تذهب.

وبعيدا عن التفاسير المنوعة والفتاوى الجاهزة لتبرير وإقناع المغفلين أمثالنا بأسباب ا لعجز الذي أصبح ملازما للميزانية، وبعيدا عن تفاصيلها ومصروفاتها وأعجازها التي أسهب مكي في شرحها إلا أن الذي يغيظ ويرفع الضغط والكسترول ويتعسر على معدة الفيل هضمه تأكيد مكي المانع القاطع لكل رجاء أن الحكومة لن ترفع الرواتب وان رفع الرواتب ليس هو الحل الناجع لمواجهة ارتفاع الأسعار ومن ثم فعلينا أن نخيط بمسلة غير مسلة رفع الرواتب

وهذه النظرية المكية العجيبة يراد لها أن تكون الجواب الكافي والرد الشافي للفقراء و المساكين من أبناء الشعب الغلابة الحالمين يقظة ومناما بزيادة الراتب لمواجهة إعصار الأسعار ، وقد اشرأبت أعناقهم وشنفت آذانهم وهم يتطلعون بفراغ الصبر للاستماع الى الإعلان عن الموازنة ألعامه للدولة
لعلها تحمل لهم الأمل وطوق النجاة وتذكرة الخروج من النفق المظلم والواقع المرير وأتون عاصفة الأسعار

تلك الميزانية التي دون شك لن يسقط منها لا سهوا ولا قصدا مخصصات الوزراء وكبار رجال الدولة من المقربين الأخيار وأصحاب اليمين ، ولن تنتقص مكافئاتهم وحوافزهم ومصروفاتهم من الحنتور والخنزيرة الى القبقاب والشبشب والله يرزق من يشاء بغير حساب

الا أن خيبة الأمل وبتلك الأعذار الواهية التى لم تكن لا على البال ولا الخاطر خاصة بعد أن انتشرت إشاعة رفع الرواتب انتشار النار في الهشيم حتى أن البعض رتب أموره على تلك الزيادة الوهمية تجعلنا كمواطنين مطحونين وخائبي الرجاء نتساءل و نسأل مكي ، يا ترى لماذا رفع الرواتب لا يساعد في حل مشكلة ارتفاع الأسعار يامعالى الوزير ؟؟ رغم أن دول الجوار كلها بقادتها واقتصاديها وخبراءها رأوا في رفع الرواتب حلا لجزء كبير من المشكلة فرفعوا الرواتب أكثر من مرة في غضون اشهر معدودات

حتى أن الدول الفقيرة التي تقتات على المساعدات رفعت الرواتب لتخفف عن شبعها ومواطنيها وطأة الغلاء،

هل يامعالى الوزير اختصك الله بالفهم دون سائر العالمين وألهمك الصواب من بين خلقه وكشف عنك الحجب لتدرك ببصيرة نافذة أن رفع الرواتب ليس الحل الناجع لمواجهة ارتفاع الأسعار، وان كل دول الجوار التي رفعت الرواتب قد استزلها الشيطان وغضب عليها الرحمن فأعمى بصيرتها عن رؤية الحل الصحيح وأوقعها جهلها وسوء تدبيرها وغيها في الضلال المبين وجرتْ الويل والخراب على شعوبها برفع الرواتب


أم أن مخصصاتكم كوزير من تلك الميزانية التي تتحدثون عنها والمكبلة بالعجز قد وقتكم شر نار الأسعار ولهيبها فلم يصبكم من سعيرها شررا ولم تشعروا بحفيفها وأنتم تشمون الهواء العليل في شرفات قصوركم المنيفة فحال ذلك دون إدراككم لحقيقة الأوضاع المزرية التي نزلت بنا حتى نكاد نشد منها الأحجار على بطوننا ونعض منها الأنامل

اننا وبكل تأكيد ندرك يامعالى الوزير أن أبنائكم لن يخوضوا في عراك الصباح على كرسي حافلة مهترئة توصلهم الى المدرسة ولن يذهبوا الى المدرسة بدون مصروف الجيب ولن يتذوقوا مرارة الحرمان لتدركوا معنى بقاء الراتب الضعيف على ماهو عليه فالدولة قد وقتكم ذلك

وندرك ايضا انكم سوف تذهبون الى وزارتكم وكراسيكم الهزازة صباحا وانتم مطمئنون ان بابوا وكومار وشندرا لن يقتحموا بيوتكم في غيابكم ليقطعوا عن قصوركم التيار الكهربائى لتراكم الفواتير وعجزكم عن السداد بسبب قلة الرتب فالدولة قد وقتكم ذلك

ونعلم يامعالى الوزير انكم تشربون الماء الصافي الزلال وربما عندكم بركات سباحة ونوافير مياه ولن يغض مضجعكم او تتفاجاون بانقطاع الماء وانتم في دورة المياه بسبب تراكم فواتير الماء وعجزكم عن السداد فالدولة قد وقتكم ذلك

ونعلم يامعالى الوزير انكم لن يضطر احدكم الى حمل ابنه على ظهره ليذهب به الى مستشفى لعجزه عن تحمل نفقات محروقات السيارة لقلة الراتب الذي لم يعد يكفي لشراء ضروريات المأكل والمشرب فما بالكم بالمحروقات

ونعلم يامعالى الوزير انكم لن تضطروا الى تعليل أبناءكم ببسكويت نبيل لأنكم لا تستطيعون توفير وجبة غداء ولو حتى بنصف دجاجه بسب ضعف الراتب لان الدولة قد وقتكم ذلك

ونعلم يامعالى الوزير وندرك انكم لن تشعروا بالعجز ومرارة الحرمان ولن تروا ثياب أبنائكم ممزقه مرقعه فالدولة قد وقتكم ذلك

ونعلم يامعالى الوزيرو ندرك انكم لن تقفوا ساعة امام بائغ تفاصلونه في قيمة سلعة لعلكم تظفرون بتخفيض مائة بيسه لان الدولة والميزانية التي تتحدثون عنها قد وقتكم ذلك

ولان الدولة قد وقتكم كل ذلك فبكل تاكيد لن ترو يوما أن مشكلة الأسعار والحرمان يمكن ان تحل برفع الرواتب فنار الاسعار ومرارة الحرمان لم تتذوقوها يوما حتى تدركوا وقع تصريحاتكم على من ذاقها ويذوقها في عهدكم الميمون

لا يبقى لنا ونحن نتجرع خيبة الامل من تصريحات مكي والموازنة إلا أن ندعوا حكومتنا الرشيدة دعاء المستجير ،ونقول لها بالفم المليان كفاية ياحكومه يكفي مكى ثلث قرن ويزيد
ارحمونا يرحمكم الله
على الاقل نريد وجها جديدا يزرع فينا الامل و لو كان كاذبا

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق