الأربعاء، 27 مايو 2009

بعيدا عن السياسة .....هذه الدنيا لمن


فتحت الراديو على غير العادة لاني عادة لا افتح الراديو حتى لا اتدخل في السياسه فسمعت مغنيا لن اذكر اسمه حتى لا اتدخل في السياسه يردد من قناة عربية لن اذكرها حتى لا اتدخل في السياسه

يقول هذه الدنيا لمن ؟ فقلت بيني وبين نفسي حتى لايسمعني احد فيظن اني اتدخل في السياسه
الا يعلم هذا المغنى هذه الدنيا لمن !!لابد انه من ابناء الطبقة المسحوقة التى يتصبب عرقها تحت وهج الشمس الحارقه وهى ترفع شعار الكدح من اجل الوطن ثم لاينالها من خير الوطن الا الفتات ، او انه من ابناء القوى العامله التى تجوع يوما وتشبع يوما ليس من اجل ان تشكر الله كما جاء في الحديث ولا زهدا في الدنيا الفانيه كما يقول علي الجفري ولا من اجل صناعة الحياة كما يقول الولد المحاسب عمر خالد وانما من اجل ان يجمع بعض الدراهم لعله بعد عقود من الادخار يشيد جحرا يقيه وبنيه حر الصيف وقر الشتاء . او لعله من ابناء التائهين على الارصفه الباحثين عن لقمة العيش بين اكوام القمامه .... لعله من هولاء او اولئك لكنه قطعا ليس من ابناء القطط السمان التى ربرب لحمها وعلاه الشحم وانتفخت كراديسها واوداجها من لهط خيرات البلاد وارزاق العباد فالقطط السمان وحدها من تعرف هذه الدنيا لمن لانها تعتقد ان الله قد اصطفاها دون العالمين وخصها بالارض ومافيها ومن عليها فهم الاسياد والكل لهم خدم ،، تذكرت وانا استمع للمغني المسكين والذكرى بيني وبين نفسي حتى لايسمعني احد فيظن اني اتدخل في السياسيه ماحدثني به احد الاصدقاء من دولة عربية شقيقه فقد اخبرني انه ذات يوم هجم عليهم رجال الدولة واخرجاه وزميله من ورشة الحداده التى كانا يعملان فيها واقتادوهما قهرا وقصرا الى رصيف احد الشوارع وتم تسليم كل واحد منهما علم بلاد لم يعرفا لاى دولة ثم تم رزعهما مع امة من الناس قد سبقوهم الى الشارع والشمس في كبد السماء في يوم صيف حار تذوب فيه البيضه من وهج حرارته قال وامرنا ان نقف لتحية زعيم دولة حل ضيفا على البلاد لم نكن نعرف من الضيف ولا متى سوف يمر موكبه الميمون فتلك كانت من الاسرار التى لايطلع عليها الا المقربون الاخيار ..وحينما قاربت الشمس على المغيب وقد اخذ منا التعب والارهاق كل مأخذ فرج الله علينا فمر موكب الزعيم الضيف فأمرنا ان نرفع ايدينا ونلوح بتلك الاعلام ونصفق ونبتسم رغما عن انوفنا وانوف من خلفونا ، كان صديقي بلا اسنان يعني اسنانه قد سقطت بسبب عوامل الزمن منذ امد بعيد ورغم ذلك كان لزاما عليه ان يبتسم ويفتح فاه شبرين حتى اننى خشيت ان يراه الضيف فيغضب وتلبسنا تهمة ازعاج الضيف وربما تتطور المسائل وتصبح التهمه سياسيه ونضيع في حيص بيص ،وعلى قول عادل امام سلوم الاقرع مايعرش يامه ارحمني ،المهم مر الموكب على خير وظننا ان معاناتنا سوف تنتهي بمرور الضيف الا ان معاناتنا استمرت طويلا فقد تم منع الجميع من الحركة خوفا على حياة الزعيم ، كان صديقي مريضا فلم يستطع ان يصمد كل ذلك الوقت الطويل وسرعان ماخارت قواه وسقط على الارض فاقدا الوعى طلبنا من بعض الجنود احضار سيارة سعاف فرفضوا ومنعونا من الحركة ظل صاحبي طريحا على الارض وحينما انتهت الاجراءات الامنيه سمحوا لنا باحضار سيارة الاسعاف حضرالمسعفون وتم اجراء الكشف السريع عليه فوجدوه قد مات..... لم ادرى حينها ماذا افعل ؟ وقد مات صديقي العزيزي ولم اشعر الا وانا اصرخ بكل ما اوتيت من قوة عاش الزعيم ،عاش القائد عاشت الامه عاش الوطن كلنا فداء للزعيم وللوطن. وبينما كانت انفاسي تتسارع وانا اتذكر قصة صديقي العزيز وصديق صديقي الذي مات اذا بصوت قادم يتجلجل من اعماقي وكانه امواج تسونامي يعصف بها الريح لا....لا...لا..... لاتتدخل في السياسيه فثبت الى رشدي وندمت على ذنبي ورفعت اكف الدعاء الى الله ربنا لا تأخذنا بما فعلت بنا السياسه اللهم لاتجعل السياسة اكبر همنا ولا مبلغ علمنا ولا تسلط علينا بالسياسه من لايخافك فينا ولا يرحمنا

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق