السبت، 30 مايو 2009

جمعية التيوس ابرز اعضائها وزير الصحة


وحتى لا تفهم كلمة التيس على غير معناها فهي في ليبيا والمغرب العربي تعنى ( القواد) وكلمة القواد تحتمل معنيين .. اولاهما من يقود الزبائن لمحارمه أو لغير محارمه مقابل أجر.. اما الثانية فتعني جمع ( قائد) مع تغيير الفتحة الى ضمه ومنهم من يقول )( قادة) .. وفي فلسطين تعني الحمار الذي لا يفهم شيئا .. كتيوس المدارس مثلا .. وفي لبنان تستخدم للفكاهة والتندر كأن يقول احدهما للاخر ( يخرب بيتك شو تيس ) فيسحب المتفيكهين سلاحهما ويقتل احدهما الاخر .. ثم يتهم وليد جنبلاط حزب الله بانه الفاعل .. ولا ادري ماذا تعني في مصر .. أما في بقية الوطن العربي فالتيس هو الذي يقود القطيع الى المهالك .. وعادة ما ينبت في لحية التيس بضع شعيرات لا يطيب له وضعها الا بين فخذي احدى عواهر المعيز كي تظل تلك اللحية نجسة وذات رائحة نتنه .. فجناب التيس لا يعيش الا على الرائحة الكريهه .
والتيس العزيز لا يعمل الا شهرا في السنه .. فهو لا يحلب ولا يدر اللبن .. وانما يكتنز لحما يفتح شهية الصائمين .. وعمله يقتصر على ( النط) على اناث المعيز في عز الصيف لكي تحبل و ( تعشر) وتلد .. لذا فان من يمتلكه ينتظر انتهاء موسم (النط) ثم من بعد ذلك يذبحه ويبيعه برخص التراب تعويضا عن طعامه وشرابه .. ومن بعدها يربي آخر غيره للموسم القادم ..
بعد كل هذا التوضيح .. لا ادري ما الذي جعلني اذكر ( جمعية التيوس الفلسطينية) التي تشكلت في القدس في خمسينات القرن الماضي .. وكان جل اعضائها من الحكومة التي شكلت في الاردن يوم كانت وحدة الضفتين .. أما بقية الاعضاء فكانوا اطباء وصيادلة اضافة الى وزير الصحة ووزير الداخلية والمالية وكان رئيس جمعية التيوس هو رئيس الوزراء في ذاك الزمان .. مكتبه الرئيس في عمان وله مكتب آخر في مدينة القدس حيث يضع الى جانب طاولته شوالين احدهما ملىء بالشعير والاخر ب ( الكرسنه) ويشترط في من ينتمي للجمعية ان ( يلهف ) حفنة مما يحويه الكيسين .. ثم يبدأ بالمأمأة والنحنحة والحبو على قدميه ويديه حتى يقتنع رئيس الجمعية انه اصبح ( تيسا ).. ثم من بعد ذلك يكتب اقرارا بان لا يفشي سر الجمعية .. والا فان مرتبته بين التيوس سوف تنخفض الى (معزه) .. مما يعني ان من حق اعضاء الجمعية اعتلاءه دون حبل وولاده .. لان الرجال ان كانوا رجالا لا يحبلون ولا يلدون ..
أما النساء فلم يكن في تلك الجمعية اعضاء منهن سوى واحدة انتقلت الى رحمة ربها في الثمانينات من القرن الماضي .. ولقد احتار الرئيس والاعضاء في تسميتها بعد ان اكلت حفنة من الشعير واخرى من الكرسنة .. ثم اعفاها الرئيس من الحبو حتى لا تبين عورتها للاعضاء .. اذ لم يكن ( البنطلون) للانثى قد اخترع بعد .. فالتيس مذكر كما نعلم .. ولقد اقترح بعض الاعضاء ان يسمونها ( تيسه ) ولكنهم لم يجدوا في قواميس اللغة معنى لهذا الاسم .. واقترح الرئيس تسميتها( التيس الجميل ) رغم بلوغها الخمسين في ذلك الوقت .. ولكن ذلك ايضا كان نشازا .. فالتيس لا جمال ولا كمال ولا سحنة نظيفة .. واخيرا استقر الر أي على تسميتها ( التيس المخنث )..
وقد يظن بعض الخبثاء من القراء والكتاب انني اهذر وان ما يقرأه من المستحيلات .. ولكني اؤكد انها ليست فريه .. وانما حقيقة كانت واضحة لكل المقدسيين الذين كانوا يتندرون على اولئك التيوس .. حتى ان احد المواطنين لم يجد اثناء استقبال رئيس الوزراء الذي جاء يصلي في الحرم الا ان يحمل تيسا على ظهره لكي يظهر للرئيس مدى محبته له .. فكافأه رئيس الوزراء بان اهدى اليه ( شوالا ) من ( الشعير) طعاما للتيس حتى آخر السنه .
وتأكيدا لامر التيوس ( ومحبتنا ) لهم فقد تشكلت في امريكا بمدينة باترسون في تسعينات القرن الماضي جمعية للتيوس كانت تجتمع كل ليلة على صوت العود والمزمار .. وكانت مهنتهم غير مهنة جمعية التيوس الفلسطينية .. اذ كانوا خليطا من العرب من كل بستان زهره .. وغضبوا كثيرا يوم كتبنا عنهم بعد ان علموا ان كاتبا او صحافيا قد اخترق جمعتهم العتيده .. وكان ذلك سببا في حل الجمعية ولم تعد لمثلها حتى اليوم .
وجمعية التيوس ( اعزك الله ) ليست غريبة في هذاالزمان .. فقد سبقتها جمعية الحمير في مصر .. وكان جل اعضائها من الفنانين والممثلين والرسامين وصفوة المجتمع .. وكانت ترأسها الفنانة الكبيرة نادية لطفي يوم كان بريقها يأخذ بالالباب .. الا ان الجمعية اغلقت ابوابها نتيجة شح الموارد .. ومثل تلك الجمعية كانت في المغرب واخر في انحاء مختلفة من الوطن العربي اعزه الله .. وكأننا حللنا كل مشاكل ذلك الوطن مترامي الاطراف ولم يعد لنا من عمل سوى تشكيل جمعيات للحمير واخرى للتيوس .
وقد يفهم القارىء او الكاتب أو من له حب الاستطلاع انني اعني التيوس ممن يتنازلون عن الحقوق الفلسطينية في هذا الزمن الاغبر .. ولكني احلف اغلظ الايمان انني ما عنيتهم .. فدعواتهم علينا يمكن ان تصيبنا بالكساح او انفصام الشخصية او العته او الضرر .. وهم اكبر واجل واعظم من التيوس.. ونعتهم بهذا الاسم يعني اننا اغمطنا التيس حقه .. وقد حدثني بعضهم ان تيسا فاهما وحصيفا في القطيع ( فيما مضى) قد دفع حياته ثمنا للدفاع عن معزته التي حاول كبش الاعتداء عليها فتذكر التيس ان القوادة ليس مهنة خلقيه .. ولكنها مكتسبه .. فاستل قرونه بيديه ونسي مهنته ودافع عنها دفاع المستميت حتى لقي ربه وهو راض عنه . أليس ذلك مدعاة للفخر بالتيس وغيرته على انثاه .. ؟ تلك الغيرة على الانثى .. فكيف بالغيرة على الارض والشعب جميعا !!
على اية حال نحن لا نريد ان نخلط السخرية بالوطنية والوطنجية والقومية وربما قادنا ذلك الى الاشتراكية .. وانما اردنا توضيحا لجمعية كانت قائمة وسادت ثم بادت .. وصدق من قال بان السياسة تياسه .. وليحاسبني من شاء .. وليعفو عني من رغب .. وتصبحون على خير ..

وليد رباح

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق