الأربعاء، 27 مايو 2009

يا قوم إن كان فيكم رجلا رشيدا فعدلوا طاهر والمشيخي أو بدلوهم يرحمكم الله


اكره أن اطرق باب المدير التنفيذي لمستشفى السلطان قابوس بصلاله احمد طاهرلعلمي أن وجوده كعدمه وسلبيته لا تترك للحق مقال ،فالرجل والحق يقال وان كان مرا ، قذفت به الأقدار إلى موقع ليس له بأهل
ولو كان الأمر بعيدا عن حياة الناس وأرواحهم لهان ، ولكن المصيبة الكبرى أن الرجل يتصدى لأمور تتعلق بحياة البشر وهو يتعامل معها كتعامل البياطرة بل أن البياطرة أكثر اهتماما ووعيا بحياة دوابهم منه ، لذلك يشق على كثيرا أن اضطر إلى اللجوء إليه لأجد نفسي كالمستجير من الرمضاء بالنار

إلا أن الظروف للأسف لم تترك لنا بدا من طرق بابه بعد أن غادر الدكتور احمد الهادي لقضاء أجازته خارج الوطن، فغدا هو الوحيد الذي لا معقب لحكمه ولا راد لقضائه فكان لابد مما ليس منه بد خاصة أن الأمر يتعلق بمريضة تعانى من داء القلب ، وقد كادت تؤدي بحياتها عدة أزمات قلبيه متتالية ألقت بها في العناية المركزة لعدة أيام ولأننا من أبناء الطبقة المسحوقة المهدرة كرامتها ولا تساوي حياتها عند وزارة الصحة كيلو بندوره، تم تحديد موعد القسطرة بعد أربعة أشهر!! لتبقى المريضة في المنزل تكابد ألآم الصدر ونزقات القلب ومخاطر الوفاة وهى متشبثة بأمل الحياة في انتظار اليوم الموعود

وليت المأساة تقف هنا وعجائب هذا المستشفى والاستهتار والإهمال واللامبالاة التي يتخبط فيها بفضل سياسة الوزارة العقيمة وإدارة احمد طاهر وخالد المشيخي تقف عند هذا الحد ، فلا يزال في المسلسل الهندي بعض الحلقات المفقودة وقد سلمنا أمرنا لله وحوقلنا وصرخنا في وادي الأموات الذي ليس له صدى.

على باب احمد طاهر تترست ساعات عدة وأنا انظر إلى الباب وأتفكر في عدد الأقفال التي تحكم إغلاقه كأنه باب سجن أو سجّان ، وطوال ساعات الانتظار وأنا أحاول بين الفينة والأخرى أن اطرقه تارة و افتحه تارة أخرى واقرأ عليه آية الكرسي والمعوذات ون والقلم ومايسطرون وادعوا بدعاء صاحب الحوت دون جدوى،

فمغارة على بابا تأبى أن تفتح ، بعد ساعات مرت مر الجبال انضمّت إلى امرأة أتت هى الأخرى شاكية من الإهمال والاستهتار وتكاد أنفاسها أن تنقطع من شدة المرض سألتها ما بها ؟؟ قالت أتيت شاكية مستجيرة فمنذ الصباح وأنا انتظر الدور للدخول على الطبيبة وحينما انتصف النهار واقترب دوري للدخول خرجت الطبيبة وأغلقت باب عيادتها وذهبت إلى حيث لا ندري، وقد انتظرناها طويلا ولكنها لم تعد وقد تركتُ خلفي عجائز مريضات وأناس قدموا من الجبال يئنون تحت وطأة المرض دون أن يلتفت إليهم احد

طال انتظارنا أنا و تلك المرأة المسكينة أمام مغارة على بابا ، وأخيرا جاء المنسق وبكبسة زر من تحت طاولته انفتحت المغارة ! فإذا بالدكتور المدير قابع خلف مكتبه ينظر إلى القادمين بتوجس كالذي عمل عملا مشينا ويخشى أن يؤنبه عليه احد

دخلت أنا وبقت المرأة مع المنسق يدون شكواها وقد أبدا الكثير من التعاطف الإنساني معها

وضعت ملف المريضة بين يدي احمد طاهر وشكوت إليه رفض الصيدلية صرف دواء القلب الذي كتبه الطبيب إلا بإذن من الوزارة بمسقط وتساءلت كيف يمكن لمريض بالقلب أن يبقى بدون دواء ضروري حتى يأتي الإذن من مسقط؟ وقد يستغرق الإذن عدة أشهر
.
وكعادته وسلبيته المعهودة لم يحرك ساكنا بل انه أضاف لي من التيس نطحه فقال أن الإذن قد لا يأتي أبدا واخذ يلمح إلى اننى يمكن أن اشتريه من صيدلية تجارية .....

أدركت حينها أن هذا المدير ومن على شاكلته قد وجدت فيهم وزارة الصحة ضالتها وكما يقال .....وافق شن طبقه

وإذا كان رب البيت للدف ضارب فشيمة أهل البيت كلهم الرقص

لم أفكر أبدا ولا للحظة أن ارتقى السلم إلى المدير العام المتترس هو الآخر خلف أسوار قلعته فلست ممن يتم تشيعهم من الأبواب وإلى الأبواب ولذلك سيغلب حماري ويشتد نهيقه ورفسه قبل أن أصل إلى عتبات قلعته وقد كان لي فيه آية

عدت إلى المنزل بملف يئن من التقارير التي لا تسمن ولا تغني من جوع وبيدين خاويتين وبحسرة اكبر من حمل بعير على وطن وحياة قذفت بهم الأقدار إلى أيدي من لا يرعى فينا الا ولا ذمة

يبقى أن أطلق صرخة في البرية فلعلها تصادف آذانا تسمع وقلوبا مبصرة واعية
يا قوم إن كان فيكم رجلا رشيدا فعدلوا طاهر والمشيخي أو بدلوهم يرحمكم الله

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق