السبت، 30 مايو 2009

تلفزيون عمان الملون يتجاهل طيبه المعولى




مع أن الأخت الفاضلة والناشطة السياسة طيبه المعولى من أول البرلمانيات العمانيات والخليجيات التي وصلت إلى مجلس الشورى بالانتخاب الحر، وأثبتت وجودها وأصبحت الصوت المعبر بحق عن حقوق المرأة والإنسان عامة في سلطنة عمان وعكست ممارساتها في مجلس الشورى الصورة المثالية للمرأة العمانية الحرة الصادقة المؤمنة بمادىء الحق والعدل والمساواة ، القادرة على تحمل مسؤولياتها تجاه الوطن وتجاه من اختارها لتكون ممثلته أمام الحكومة وتحت قبلة البرلمان ، فحققت فوزا منقطع النظير خلال فترتين متتاليتين ترشحت فيهما لمجلس الشورى حتى بلغت شهرتها الأفاق وأصبحت القدوة لبنات جنسها ليس العمانيات فحسب بل حتى الخليجيات والعربيات وفي العالم كله حتى دخلت بقوة واقتدار إلى المنافسة على جائزة نوبل وتم اختيارها من ضمن 100 امرأة لنيل هذه الجائزة العالمية تقديرا لجهودها واعترافا بكفاءتها ودورها الريادي في إبراز دور المرأة العمانية والعربية وقدرتها على تحمل المسؤوليات الجسام باعتبارها نصف المجتمع .

إلا أن تلفزيون عمان الملون الذي مليء الدنيا ضجيجا عن المرأة وما حققت من مكاسب وما تقدمه لها الحكومة من هبات وعطايا ومكارم وإحسان إلى درجة التقزز والغثيان ، في سبيل إقناع العام بأننا امة متحضرة متقدمه عصرية قد تجاهل عن قصد واضح وإصرار متعمد ألسيده طيبه المعولى

فقد تابعت احد تلك البرامج على تلفزيون عمان الملون وهو يتحدث عن المرأة في مجلس الشورى وأتحفنا بصور أعضائه من النساء عشرات المرات إلا أن طيبة المعولى البرلمانية الأولى في المجلس لم تظهر صورتها ولا مرة !! ولم ياتى تلفزيون عمان لملون على ذكرها ولا مرة !! وطريقة القطع والقفز واللصق في الصور المعروضة في البرنامج كانت توضح لكل ذي عينين أن تلفزيون عمان الملون يتجاهل عن قصد وإصرار صورة ودور طيبه المعولى في مسيرة المجلس الشوروي والحياة البرلمانية والاجتماعية في عمان

ذكرني البرنامج بحلقة تابعتها ذات يوم في الجزيرة عن البرلمانات الخليجية وكان صدفة يشارك فيها ضيفا عمانيا ، وأقول صدفة لان العمانيين عادة لا يستضيفهم احد في القنوات الحرة إلا ما ندر ربما بسبب الخصوصية العمانية

في تلك الحلقة كان يشارك ضيف كويتي ليبرالي من الداعين إلى منح المرأة الكويتية حق الترشح والترشيح ،وقد سأله سامي حداد كيف لا يسمح للمرأة الكويتية بالترشح والترشيح في الكويت و هي متقدمه في الممارسة الديمقراطية على كل دول الخليج والكثير من الدول العربية بينما تمنح هذا الحق في سلطنة عمان التي دخلت معترك الدمقرايطة منذ بضع سنين؟؟؟!!!

فقال الضيف الكويتي المرأة العمانية لم تخض صراعا لنيل حقوقها وإنما أخذتها على طبق من ذهب و بإرادة سامية بينما المرأة الكويتية تخوض صراعا لنيل حقوقها في مجتمع حر وبرلمان حر وصراع سياسي وادلوجي
ولذلك هي تتقدم ببطيء بعكس المرأة العمانية

طبعا الضيف العماني كان كالأطرش في الزفة ولا يتسع المقام للتعليق عليه

ذلك التفسير الذي قدمه الضيف الكويتي عن صراع المرأة الكويتية وقفزات المرأة العمانية يوضح إلى حد بعيد الطريقة الميكانيكية التي تدار بها الأمور في عمان ، فلو كان انتزاع الحقوق في السلطنة ياتى من خلال ديناميكية حركية طبيعيه تتوافق مع حراك المجتمع سياسيا وثقافيا وعلميا وديمقراطيا لما استطاعت وسائل الإعلام المختلفة أن تتجاهل قامة عملاقة أشهر من نار على علم كـ طيبه المعولى ؟ خاصة حينما يكون الحديث عن المرأة ودورها في المجتمع العماني
فطيبه المعولى لا يمكن لأحد أن يزيل بصمتها من على جبين الحراك الثقافي والسياسي والحقوقي والبرلماني في عمان حتى وان تجاهلها تلفزيون عمان الملون

فالحق أبلج والباطل لجلج
والشمس لا تغطى بغربال

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق