الجمعة، 29 مايو 2009

كل الشكر والتقدير للدكتور احمد الهادي ... وخيبة الامل المكلل بالعار لوزارة الصحة


ولا يجرمنكم شنآن قومٍ على ألا تعدلوا اعدلوا هو أقرب للتقوى".
صحيح أن خصامي مع وزارة الصحة وعلى رأسها وزيرها الظالم الباغي قد بلغ حتى النخاع وتجاوز كل الحدود وسلخ العدالة من الوريد إلى الوريد ولم يبقى في القوس منزع ، ال ا ان كل ذلك لايمنع ان اشكر احد موظفيها الذي هو في نظري حالة صحية شاذة في معمة الساديين والقتلة .
وخروجا على العادة التى درجت عليها الدول العربيه في التقليل من شان الوافد العربي مهما كانت كفاءته و حتى لو تجنس بجنسيتهاومن ثم رميه عظما بعد ان يمتصوا كل شحمه ولحمه هنا اجد لزاما على شهادة لله وللحقيقة وردا لبعض الجميل المستحق للدكتور احمد الهادي السوداني الاصل أن أقول كلمة حق في هذا الرجل الذي لن اوفيّه حقه بل ولن توفيّه كل محافظة ظفار حقه بكل كلمات المدح والثناء مهما بلغت فصاحتها وصدقها
هذا الرجل الدكتور الإنسان الذي شاءت الأقدار أن أجده دائما في وجهي طوال 13 عاما ولا ازال وأنا أكابد الظلم والشقاء في أروقة مستشفى السلطان قابوس بصلاله، فلم أجد منه إلا كل خير و لم أرى فيه إلا الصدق والعطف وأجمل خِلال الإنسانية وأزكاها فكان حاضرا في كل محنة، معينا وسندا عند كل حاجة، لا يتوانا عن تقديم العون وتبسيط الإجراءات وتذليل العقبات وخلق الحلول العاجلة لكل مشكلة مهما كان حجمها ، ليس ذلك خاصا بى وحدي بل انه ديدنه مع ا لخاصة والعامة ولذلك قلما يخلو مكتبه من ذي حاجة ، فلكل مراجع ومريض من وقته نصيب ، وكثيرا ما كنت ادخل مكتبه واخرج منه دون أن أحدثه عن حاجتي لكثرة المراجعين من ذوى الحاجات الذين يضج بهم مكتبه طوال وقت الدوام الرسمي ، منهم من يشكو فقد الدواء ، ومنهم من يشكو بعد المواعيد، ومنهم من يشكو غياب الطبيب ، ومنهم من يشكو تأخير التحويل إلى مسقط وغير ذلك من اشكالات هذا المستشفى التى لاتنتهي
وكل أولئك يقوم الدكتور احمد بحل مشاكلهم والابتسامة تعلو محياه وقلما تراه داخلا او خارجا من مكتبه إلا وفي يده ملفات للمرضى ومن أمامه ومن خلفه المراجعين حتى أنى لمته ذات يوم على سماحه بدخول عدد كبير من المراجعين في وقت واحد وقلت له بلسان عطوف مشفق لو تنظم عملية الدخول حتى تخفف عن نفسك هذا العبء الكبير فقال لي ماذا افعل يا أخي كل واحد مستعجل وتعبان ولا أريد أن أزيدهم هما وتعبا ولذلك بابي مفتوح طوال الوقت وبدون حدود أو مواعيد فهذا يا أخي مستشفى لا يأتيه إلا مريض أو صاحب مريض وهذان الصنفان أحوج الناس إلى العون والعطف والمساعدة والصبر عليهم وتحملهم ... حتى إنني خجلت من نفسي وأنا الذي أشفقت عليه

يخالجني شعور أن الله قد وضع الدكتور احمد الهادي في طريقنا ليخفف عنا بعض ما نكابده من مرارة الظلم الإهمال وقسوة الانتقام الذي يمارسه علينا
مرضى الساديه الذين ألقت بهم وزارة الصحة بين ظهرانينا المتفننون في وسائل الانتقام من ألاطفال ألابرياء بمنع الدواء عنهم تارة وممارسة التسويف والمماطلة في تحويلهم إلى مركز متخصصة تارة اخرى، وفوق ذلك كله ممارسة و بسادية منقطعة البشاعة كل صنوف الاهانة والطرد والتعالي والتهديد والوعيد
إن لم أتوقف عن الشكوى والمطالبة بالقصاص من قتلة ابني بدعم ومساندة كبيرهم القابع على كرسي الوزارة

في خضم هذه المحنة التي لا تزال تتواصل فصلوها كمسرحية هزلية على مسرح دولة المؤسسات والعدالة والقانون ، كان الدكتور احمد الهادي الذي شغل منصب المدير التنفيذي لمستشفى السلطان قابوس بصلاله حيانا من الدهر قبل أن تقذف الأقدار علينا بمدير جديد يحل محل الدكتور احمد الهادي ويخفض مركز الدكتور الهادي إلى نائب له مع أن المدير الجديد لا يصل ولا يكاد إلى كفاءة الدكتور الهادي وخبرته في هذا المجال وصبره وتحمله وبراعته في خلق الحلول وانجازها في ظروف طبية معقده وبشهادة المنصفين من المترددين على تلك البقاع الموحشة
وخير دليل على ذلك ما نراه اليوم من تدهور بالغ في إدارة هذا المستشفى وارتفاع وتيرة التذمر والإحباط الذي يخيم على أبناء المحافظة وغياب المدير الجديد واحتجابه عن آلام الناس ومعاناتهم وعذاباتهم ، فمكتبه يظل اغلب أوقات الدوام الرسمي مغلق دونه خرط القتاد ، فان أسعفتك الأقدار يوما بالدخول عليه وجدت إنسانا اقرب إلى تاءه شارد الذهن غائب الفكر لا يكاد يدري عما يدور حوله و لا ترى في عينيه ولا على قسمات وجهه اى صورة من صور الإحساس بمعاناتك وما تكابده من محنة ، وسرعان ما تكتشف أن الأقدار قد كتبت الموت الرحيم لكل القضايا والشكاوى وعذابات المرضى وأحزانهم بين يديه وتحت أقدام كرسيه الوثير
مكتب المدير الجديد مقابل لمكتب نائبه الدكتور احد الهادي وبينهما ردهة يشغلها السكرتير وكثيرا ما كنت انتظر فيها حضور الدكتور الهادي واقسم لكم بالله وهو شاهد على ما أقول اننى لم أرى مراجعا واحدا دون استثناء يسأل عن المدير الجديد بل كلهم يسألون عن نائب المدير احمد الهادي فإذا كان الدكتور الهادي غير موجود ينكصون على أعقابهم راجعين حتى حينما يخبرهم السكرتير أن المدير العماني الجديد موجود يتأففون الدخول عليه ويصرون إما انتظار احمد الهادي او الرجوع خائبين فخيبة الأمل حصيلة يومهم، فالمدير الجديد وجوده كعدمه

اننى أتساءل يا وزارة الصحة كيف يمكن لرجل قدم عشرات السنين من عمره في خدمة هذا البلد واكتسب خبرة كبيرة في التعامل مع قضاياه الطبية المعقدة بل وحصل على الجنسية العمانية عن كفاءة واقتدار أن يكافأ بإنزال مركزة واستبداله بمدير جديد لا يملك القدرة ولا الخبرة التي يملكها الدكتور الهادي ؟؟هل يمكن أن تكون الواسطة والمحسوبية ومبدأ شيلني وأشيلك هو المقياس لرفع فلان وتخفيض آخرين أم أن غياب الرؤية وضيق الأفق واللامبالاة بحقوق الآخرين هو السائد في هذه الوزارة الظالم أهلها

إذا كان هناك من حسنة تحسب لهذه المستشفى خاصة في ايامه الغابرة سيئة الصيت فهو وجود رجل صادق أمين مخلص رحوم عطوف كالدكتور احمد الهادي يعمل بوازع الضمير والإنسانية لتخفيف آلام الناس وحل اشكالتهم مع هذا المستشفى الكهل العاجز الذي يشبهه البعض بالمزبلة وآخرون بالمسلخ لشدة هوانه وقلة إمكانياته وإهمال أطباءه واستهتارهم بأرواح الناس

كل تلك العيوب والعاهات لا يقلل من سمومها وأعباءها إلا وجه الدكتور احمد الهادي المشرق الصبوح

فكيف يا وزارة الصحة يستبدل الذي هو أدنى بالذي هو خير كيف يا وزارة الصحة ؟؟؟؟؟؟ تقابل الحسنة بالسيئة
كيف يا وزارة الصحة تكافئين الخيرين الأكفاء بالتقليل من شانهم وركنهم على جدر الإهمال........

هذه كلمات فاضت بها قريحتي فبعثرتها على هذه الصفحات لعلها ولو بعد حين تقرع آذانا صما وقلوبا غلفا في هذه الوزارة الظالم أهلها وتقدم صورة من الشكر والعرفان للدكتور الهادي على حسن صنيعه وجميل فعله معي خاصة ومع أبناء ظفار عامه

وان شاء الله لا تثير بعض الكلمات القاسية حفيظة البعض على الدكتور الهادي فالرجل يعلم الله لا علم له ولا دراية بما كتبت

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق