السبت، 30 مايو 2009

جـــــريدة الزمن تاخذ مكانها بين اخواتها في مقابرالموت و الصمت الرهيب


تفاءل الكثيرون بصدور جريدة الزمن واشاعوا أنها ستحرك المشهد الصحفي العماني وترمي في مياهه الراكدة الآسنة بكلمة وشطر كلمة، وانها ستغير من رائحته ألنتنه ، وتهز بجذع أعمدته الخاوية ،لتسقط ما ران عليها من سموم وعفن ومسخره ،وردح ومدح وطنطنه ،

ظن المتفائلون أن الزمن أتت في الوقت المناسب لتنتشل القراء من سطحيه وسذاجة وهيافة الصحف المحلية ،وتزحزحنا قليلا من دائرة سباق الهجن وقص الأشرطة والنفخ في بوق الانجازات ا لعملاقه ، بعد أن كاد اليأس يدق في نخاشيش النخاع والأوردة والصمامات والأربطة ،

وقد سلمنا أمرنا لله وصدقنا مرغمين أن الثلاث الكوكباني وطن وعمان والشبيبة ، هن واجهة الثقافة والحضارة العمانية التليدة التي تمردت بكل قوة وعنفوان على أثخن أبجديات الصحافة الحرة ورسخت في اذاهان القراء أن الصحافة الصادقة المبروكة بروك الجمل الأليف ، هي التي وهبها الله نعمة الطناش والجحشنة والحمرنه والبغلله فلا تسمع صوت المساكين ولا أنّات المظلومين والمقهورين ولا ترى بؤر الفساد حتى لو عششت وباضت وفرّخت تحت قدميها ، ولن تشم رائحتها ألنتنه ولن تعقل ما يدور في حماها إلا فيما يتعلق بالنعنشه والفرفشه

وان الله اصطفاها واختصها دون صحف العالمين باكتشاف العبقريات ، فلا يكاد يخلو عدد من أعدادها من صورة عبقري تمجده وتمدحه حتى كأنه وطأ باخمصيه الثريا !! ، ومن الحول إلى الحول تكون بقدرة قادر قد بلغت النصاب ولم يبقى مسئول إلا وقد أدخلته في عداد العباقرة .

ظن البعض وبعض الظن أثم أن الزمن ستهبط بقرائها بالمظلة من القصور العاجية التي خلقتها الصحف المحلية إلى ارض الواقع حيث البؤس والشقاء ، لتسلط الضوء على الفاسدين والانتهازيين والبرجوازيين ومن يدور في فلكهم ولتثبت لنا على الأقل أننا خلقنا من طين لازب ، ومن سلالة بني أدام الخاطئين ، واننا لسنا بدعا في العالم ولا نعيش في المدينة الفاضلة و لا نملك من القدسية ما يرفعنا إلى رتبة المعصومين عن الخطأ والزلل

غير أن ظنهم خاب وأثبتت جريدة الزمن أن الزمن توقفت بعد صدور عددها الأول عند الأسوار التي صنعوها من سبقوها ، وانها قد خلعت نعليها على عتبات الخطوط المقدسة ، وأناخت يعرانها وبغالها على جرف هار سرعان ما هوى بها إلى واد سحيق ، حيث يختلط الحابل بالنابل في ظلمة الليل البهيم ، ليل إذا أخرجت قلمك فيه لم تكد تراه

، ظلمات بعضها فوق بعض تراكمت بفعل عوامل الخصوصية وترسبت في الأذهان بفعل البلادة حتى أصبحت من المسلمات التي لا يأتيها الباطل من بين يديها ولا من خلفها وكل ما وراء ذلك إنما هو رجس من عمل الشيطان

في أول اتصال لي بمدير تحرير جريدة الزمن أبلغته أني بعثت برسالة على البريد الإلكتروني إلى الجريدة ولم أتلقى ردا ! فوعدني انه سيفتح البريد وينظر في الرسالة وكانت هذه المرة الأولى التي اكتشف فيها أن جريدة الزمن لا يكفي أن تبعث إليها برسالة عبر البريد الإلكتروني لتتطلع عليها !! ، بل عليك أن تبعث بالرسالة ثم تتصل هاتفيا لتنبيههم إلى الرسالة قمة التكنولوجيا والتقدم العلمي !! ودليل على مواكبة الزمن لتطور وسائل الاتصال ؟؟!!

طلبت وبإلحاح ل من الفاضل مدير التحرير أن يتعهد بالرد على رسالتي بغض النظر عن نشر الرسالة من عدمه ،فقط أريد ردا ولو بعد حين ، فوعد الرجل بالرد ،، الحقيقة أن إلحاحي على طلب الرد مرده إلى تصورٍ رسخّه في عقلي الظاهري والباطني محمد بن سليمان الطائي رئيس تحرير جريدة الوطن ، فقد اثبت الرجل بعد سلسة اتصالات توجت بلقاء في مكتبه ان بعض رجال الإعلام لا يحترمون كلمة أعطوها ولا يفون بوعد قطعوه ، فقد وعدني الطائي أن تكون قضية وفاة ابني قضية جريدة الوطن حتى تصل إلى حل عادل ، غير أن الرجل اخل بوعده ونكث عهده ، ولم يكلف نفسه حتى عناء الاعتذار او حتى الرد على ا لهاتف ، فأخذت بذلك درسا بليغا على أيدي رجال الصحافة وكبار أشاوسها إلى يوم الدين ، ولذلك أصررت اصرارا على مدير تحرير الزمن أن يعد وعدا حرا شريفا بالرد على ولو بالرفض ، لعل الرجل يصدق فيغير ولو قليلا من تلك الصورة القاتمة لرجال الإعلام العماني ،

غير أن الرجل أبى إلا أن يؤكد تمسكهم بتلك ألأخلاقيات الذميمة ، في انكاث الوعد والعهد وان يرسخ صورة الصحفي العماني في زمن العولمة ، فتجاهل الموضوع جملة وتفصيلا ، وبعد حوالي شهر اتصلت به مرة أخرى لعل أمانة الكلمة التي يتغنون بها وشرف المهنة المراق على عتباتهم توقظ ضميرا يبدو انه مات منذ أمد بعيد

غير أني فوجئت بانه لم يقرأ الموضوع بعد !! يا للهول هكذا بكل بساطة وعود تخرج من أفواههم لا تساوى غبار نعالهم ، والمصيبة أن العذر أقبح من الذنب فقد حاول تبرير ذلك بالنسيان مؤكدا انه لا يتذكر حينما يخرج من مكتبه ماذا كان يفعل قبله بلحظات!!!!

اقتنعت أخيرا أن السخافة العمانية ما هي إلا وجه قبيح وصورة بشعة لاقلام ماتت ومات ضميرها ، وان القيود والأغلال التي تكبل أيديهم عن كتابة الحقائق قد تغلغلت إلى عقولهم وقلوبهم وأفئدتهم حتى غدت خواء كأعجاز نخل خاوية
اه يازمن
لا عزاء للباكين والمتباكين على الصحافة العمانية ولا عزاء لثكالا الزمن أيتامها فقد انهار صرحها الشامخ ، وأخذت مكانها بين أخواتها في مقابر الموت والصمت الرهيب

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق