السبت، 30 مايو 2009

البرنامج النووي الخليجي اكبر نكتة في القرن الحادي والعشرين


أظن أن اكبر المتفائلين بمستقبل مجلس التعاون الخليجي لم يخطر على باله يوما يقظة أو مناما أن يسمع عن إنشاء برنامج نووي خليجي خاصة بعد أن توقفت انجازات المجلس الموقر على عتبات برنامج افتح ياسمسم وتعثرت كل الخطوات بعد أن لطشتهم عين حسود لم تصلى على النبي على اثر الخطوة الجبارة والفتح العظيم بانجاز مشروع التنقل بالهوية بين دول المجلس الموقر رغم المر مطه التي تمارسها بعض دولة على مواطني الدولة الأخرى أثناء عبور الحدود من باب تأكيد السيادة حتى أن بعض تلك المرمطات تتطور أحيانا إلى الاشتباك بالأيدي والسلاح الأبيض .


الإخوة الخليجيون نطحتهم أو دفشتهم الأقدار بمفاجئتين كبيرتين وهم منشغلون ببناء مجلسهم الموقر طوبة طوبة ، النطحة أو الدفشه الأولى كانت غزو الجيش العراقي للكويت والتي فضحت درع الجزيرة نخبة القوة العسكرية الخليجية, قوات الصمود والتصدي, حينما تهاوى صرحها الشامخ أمام الجحافل العراقية التي خرجت من حرب ألثمان سنوات منهكة وشبه منهارة ، ورغم ذلك ذابت قوات دع الجزيرة الصامدة في رمال الصحراء كما يذوب الملح في شربة الدجاج وسقطت الكويت في بضع ساعات والإخوة الخليجيون ينظرون إليها وعيونهم ترقرق بالدمع،

وكنا حينما نسمع ونشاهد اجتماعات الجنرالات والمر شالات و نرى أوسمة الشجاعة والخدمة الطويلة وكأنهم حازوها في معركة العلمين أو معركة مونت كاسينو على تخوم ليننجراد ونرى تلك اللقاءات على شاشا ت التلفاز نظن أن الصهاينة سوف ترتعد فرائصهم حينما يشاهدون قوات درع الجزيرة ،إلا أن خيبة الشعوب الخليجية فيهم كانت من العيار الثقيل الذي يصيب ويدوش ويدوخ بعد أن تهاوت الأسطورة العملاقة التي أريد لها أن تكون مفخرة الوحدة الخليجية.


الدفشه الثانية أو النطحة الثانية كانت مفاجئة البرنامج النووي الإيراني وهذه المفاجئة التي كشفها الأمريكان لم تكن لا على الخاطر ولا على البال ، فكل جهود الأشقاء في مجلس التعاون وبكل إصرار ومثابرة كانت منصبة على مصانع الحليب بالموز والأعلاف والبسكويت وحفاظات بمبرز، جهود جبارة تحاول بكل ثبات وصبر ومصابره للحيلولة دون تفوق الصناعة الإيرانية،العدو التقليدي للعرب وخاصة بمنتجها الجبار شراب زمزم


ليكتشفوا الإخوة الأشقاء أنهم كانوا في غفلة وان السباق والمنافسة الحقيقية لم تكون على المشروبات والبسكويت ولا على الأعلاف ومصانع بمبرز وإنما على التقنية النووية سلاح القرن الحادي والعشرين المفاجئة كانت مدوية واكبر من أن يستوعبها الغافلين

والأدهى والأمر أن البرنامج النووي الإيراني أصبح قاب قوسين أو أدنى من إنتاج القنبلة النووية التي ستعيد ذكريات الماضي الأليم والأيام السوداء حينما كانت إيران الفارسية بقيادة الشاه شرطة الخليج

والإخوة الخليجيون الأشاوس يقبعون في محميات وسط صحراء منقطعة, والطاووس يفرد جناحيه على طول الأرض وعرضها

كوابيس كبست عليهم فجأة واختلطت بالمكبوس ويرياني الدجاج وأدت إلى لخبطة معوية أذهبت بالروح والعقل والوجدان خاصة بعد أن دخلت أمريكا على الخط لتضعهم بين المطرقة والسندان, يأتي تشيني ليشحذ هممهم للتعاون في ضرب إيران ولا يكاد تشيني يغادر ويطوى البساط الأحمر من تحت قدميه حتى يصل نجاد في أثره يهدد ويتوعد الأمريكان من عواصم الخليج ولسان حاله يقول إياك اعني واسمعي ياجاره


الغريب أن البرنامج النووي الخليجي لا يتحدث عنه إلا الأمين العام لمجلس التعاون ولا تسمع عنه شيئا على لسان اى زعيم خليجي ،

فيا ترى ما السر في ذلك؟ ظني السيئ يقول لي أن كل واحد يريد أن ينأ بنفسه عن الحديث عن هذا الوهم لآن العملية كلها من بابها لمزرابها نكته!!ونكته ثقيلة الدم لذا لم يعد لها إلا الأمين العام لمجلس التعاون السيد العطية حفظه الله ورعاه يردد الحديث عن البرنامج النووي الخليجي صباحا ومساءا باعتبار أن العطية توشك ولايته على الانتهاء ومن ثم لن يحاسبه احد أو يحمله تبعات مثل ذلك التصريح

وهنا وبكل براءة وباعتبار أن قفانا عريض حبتين هل لنا أن نتساءل عن ا لمشروع النكتة أين سيقام ؟؟؟

بمعنى آخر في اى دولة خليجيه سوف يقام المشروع ومن الذي سيديره؟ ومن هم العلماء الخليجيون الذين سوف تلقى المهمة على عاتقهم وهل يمكن أن تقبل دولة قطر مثلا إنشاء البرنامج ا لنووي في السعودية وبينهما ما صنع الحداد وهل يمكن أن تثق البحرين بقطر وتقبل قيامه على الأراضي القطرية التي تمتد أطماعها الى جزر حوار التي لم تستخلصها البحرين من بين فكي القطا رنه إلا بطلوع الروح وهل يمكن لعمان أن تأمن على مشروع نووي بهذا الحجم في عهدة السعوديين الذين تشرأب أعناقهم وأحداقهم إلى ميناء ريسوت على ضفاف بحر العرب


إن التنافس والحساسيات بين الأقطار الخليجية والتي يطفو الكثير منها فوق السطح والأكثر تحت السطح يجعل مجرد الخوض في حديث عن مشروع كهذا نكتة ساذجة, خاصة إذا ما علمنا أن مواضيع بسيطة مثل تعين أمين عام لمجلس برتوكولي كادت المنافسة عليه أن تشعل حرب داحس والغبراء بين بعض دول الخليج فما بالكم بإنشاء مشروع برنامج نووي.

مجلس التعاون لم يعرف عنه يوما انه اتخذ موقفا موحدا كمؤسسة ذات استراتجيه متناغمة وموحده لا على المستوى الإقليمي ولا على المستوى الدولي حتى أن اكبر واهم قضية عند العرب وهي قضية فلسطين كل واحدة منها لها موقف مختلف ناهيك عن اللقاءات والعناقات و العلاقات التجارية مع الصهاينة العلنية منها والسرية وما تحت الطاولة وما فوق الطاولة , كل يسابق الآخر ويبادر من خلف ظهره ،مجلس لا يكاد تنطفي نار الخلاف بين قطرين منه حتى تشتعل نارا جديدة بين قطرين آخرين

وأحيانا كثيرة توشك جيوشهم أن تتناطح على شبر من الأرض, كل يدعى أنها من مخلفات الأجداد ومن تربة وطنه الطاهر طبعا طاهر باعتبار ما كان اى قبل أن يفض بكارتها بنو الأصفر بدبابتهم

وإذا تجاوزنا كل ذلك يبقى سؤال هام ماذا لو حدثت كارثة نووية كالتي وقعت في تشرنوبيل هل تستطيع دولة مثل قطر لو أقيم البرنامج على أراضيها أو البحرين أو الكويت تحمل أثاره الكارثيه ام أنها ستفنى ويفنى نعيمها ولا يبقى منها إلا الذكرى والأطلال


يذكرني هذا المشروع التحفه والنكتة بمشروع التصنيع العسكري حينما قرر العرب أن تكون لهم مصانعهم الخاصة بالعتاد العسكري حتى لايعتمدوا على احد في خوض معارك الكرامة التي كانوا يخططون لها في الفنادق وعلى أحواض السباحة واختاروا مصر لتقام عليها تلك المصانع باعتبار مصر اكبر الدول العربية وأكثرها تقدما ولم تكد تقام أعمدة المصانع حتى اختلف الإخوة العرب وطوى كل واحد منهم البشت والطربوش وولوا على أدبارهم هاربين تاركين أعمدة الاسمنت شاهقة تناطح الرياح مع بعض الخردة لتقيم بهم مصر مصانع البوتكاز والغسالة الفل اتومتيك.

من أعماق التاريخ الأسود للوحدة العربية ومن خلف براكين الخلاف والشقاق يمكننا أن نقول وبكل أريحيه أن البرنامج النووي الخليجي لا يمكن أن يكون أكثر من نكته واكبر نكته في القرن الحادي والعشرين ،وإذا كان الإخوة في إيران أو أبناء ألعمومة في إسرائيل قد أصابهم لا قدر الله شيئا من الخوف أو الجزع بسبب ما يردده معالي الأمين العام لمجلس التعاون عن البرنامج النووي الخليجي فلا يسعنا إلا أن نطمنهم ونذكرهم ببيت الشعر المعروف


زعم الفرزدق أن سيقتل مربعا ... فأبشر بطول سلامة يامربع

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق